رفيقي لأنك أول من أسلم وأنت الصديق الأكبر.
ومن كتاب المسترشد عن سلمان الفارسي رضي الله عنه قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): خير هذه الامة بعدي أولها إسلاما علي بن أبي طالب (عليه السلام).
ومن دلائل النبوة للبيهقي عن علي (عليه السلام) قال: كنا مع رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) بمكة فخرج في بعض نواحيها فما استقبله شجر ولا جبل إلا قال له: السلام عليك يا رسول الله.
ذكر علي بن إبراهيم بن هاشم وهو من أجل رواة أصحابنا في كتابه أن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) لما أتي له سبع وثلاثون سنة كان يرى في نومه كأن آتيا أتاه فيقول: يا رسول الله، فينكر ذلك، فلما طال عليه الأمر وكان بين الجبال يرعى غنما لأبي طالب فنظر إلى شخص يقول له: يا رسول الله، فقال: من أنت؟ قال: أنا جبرئيل أرسلني الله إليك ليتخذك رسولا، فأخبر رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) خديجة بذلك، وكانت خديجة قد انتهى إليها خبر اليهودي، وخبر بحيرا وما حدثت به آمنة امه، فقالت: يا محمد إني لأرجو أن تكون كذلك وكان رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يكتم ذلك، فنزل عليه جبرئيل وأنزل عليه ماء من السماء فقال له: يا محمد قم توض للصلاة، فعلمه جبرئيل (عليه السلام) الوضوء على الوجه واليدين من المرفق ومسح الرأس والرجلين إلى الكعبين، وعلمه السجود والركوع، فلما تم له أربعون سنة أمره بالصلاة وعلمه حدودها، ولم ينزل عليه أوقاتها، فكان رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يصلي ركعتين ركعتين في كل وقت، وكان علي بن أبي طالب يألفه ويكون معه في مجيئه وذهابه ولا يفارقه، فدخل علي (عليه السلام) إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وهو يصلي فلما نظر إليه يصلي، قال: يا أبا القاسم ما هذا؟ قال: هذه الصلاة التي أمرني الله بها، فدعاه إلى الإسلام فأسلم وصلى معه، وأسلمت خديجة وكان لا يصلي إلا رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وعلي وخديجة خلفه، فلما أتى لذلك أيام دخل أبو طالب إلى منزل رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ومعه جعفر فنظر إلى رسول الله وعلي بجنبه يصليان، فقال لجعفر: يا جعفر صل جناح ابن عمك، فوقف جعفر بن أبي طالب من الجانب الآخر، فلما وقف جعفر على يساره بدر رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) من بينهما وتقدم.
وأنشأ أبو طالب في ذلك يقول:
Page 104