الوغى [1]، قطاع الطلى [2]، شمس الضحى، أبو القرى في أم القرى، المبشر بأعظم البشرى، مطلق الدنيا، مؤثر الآخرة على الأولى، رب الحجى بعيد المدى، ممتطي صهوة [3] العلى، مستند الفتوى، مثوى التقى، نديد [4] هارون من موسى، مولى كل من له رسول الله مولى، كثير الجدوى [5]، شديد القوى، سالك الطريقة المثلى [6]، المعتصم بالعروة الوثقى، الفتى أخو الفتى، الذي أنزل فيه هل أتى، أكرم من ارتدى، وأشرف من احتذى، أفضل من راح واغتدى، أشجع من ركب ومشى، أهدى من صام وصلى، مراقب حق الله إن أمر أو نهى، الذي ما صبا في الصبى، وسيفه عن قرنه ما نبا [7]، ونور هداه ما خبا، ومهر أقدامه ما كبا، دعاه رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) إلى التوحيد فلبى، وجلا ظلم الشرك وجلى، وسلك المحجة البيضاء، وأقام الحجة الزهرا، جنيت ثمار النصر من علمه، والتقطت جواهر العلم من قلمه، ونشأت ضراغم [8] المعارك من أجمه [9]، وبأس كيوان أقدام هممه، واخضرت ربى الأماني من ديم كرمه [10]، نعم هو أبو الحسن، القليل الوسن [11]، الذي لم يسجد للوثن، هو عصرة المنجود [12]، هو من الذين أحيوا أموات الآمال بحباء الجود، هو من الذين سيماهم في وجوههم من أثر السجود، هو محارب الكفرة والفجرة بالتأويل والتنزيل، هو الذي مثله مذكور في التوراة والإنجيل، هو الذي كان بالمؤمنين وليا حفيا، وللرسول بعده وصيا، نصره كبيرا، وآمن به صبيا، هو الذي كان لجنود الحق سندا، ولأنصار الدين يدا وعضدا
Page 91