164

وفي آخر عنه إنها سألته وأخبرها أن عليا قتلهم، فقالت: انظر ما تقول، قلت:

والله لهو قتلهم، فقالت مثل ما تقدم وزادت فيه- وإجابة دعوة-. وأورده صديقنا العز المحدث الحنبلي الموصلي أيضا، وقد ورد هذا عن مسروق عن عائشة بعدة طرق اقتصرنا منها على ما أوردناه.

ومنه عن سليمان بن بريدة عن أبيه أن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) قال لفاطمة: إن زوجك [1] خير أمتي أقدمهم سلما وأكثرهم علما.

ونقلت من كتاب اليواقيت لأبي عمر الزاهد قال: أخبرني بعض الثقات عن رجاله قالوا: دخل أحمد بن حنبل إلى الكوفة وكان فيها رجل يظهر الإمامة، فسأل الرجل عن أحمد ما له لا يقصدني؟ فقالوا له: إن أحمد ليس يعتقد ما تظهر فلا يأتيك إلا أن تسكت عن إظهار مقالتك له، قال: فقال: لا بد من إظهاري له ديني ولغيره، وامتنع أحمد من المجيء إليه، فلما عزم على الخروج من الكوفة قالت له الشيعة: يا أبا عبد الله أتخرج من الكوفة ولم تكتب عن هذا الرجل؟ فقال: ما أصنع به لو سكت عن إعلانه بذلك كتبت عنه، قالوا: ما نحب أن يفوتك مثله، فأعطاهم موعدا على أن يتقدموا إلى الشيخ أن يكتم ما هو فيه، وجاءوا من فورهم إلى المحدث [2] وليس أحمد معهم، فقالوا: إن أحمد عالم بغداد، فإن خرج ولم يكتب عنك فلا بد أن يسأله أهل بغداد لم لم تكتب عن فلان؟ فتشهر ببغداد وتلعن، وقد جئناك نطلب حاجة، قال: هي مقضية، فأخذوا منه موعدا وجاءوا إلى أحمد وقالوا: قد كفيناك، قم معنا فقام، فدخلوا على الشيخ، فرحب بأحمد ورفع مجلسه وحدثه ما سأله فيه أحمد من الحديث، فلما فرغ أحمد مسح القلم وتهيأ للقيام، فقال له الشيخ: يا أبا عبد الله، لي إليك حاجة، قال له أحمد: مقضية، قال: ليس أحب أن تخرج من عندي حتى أعلمك مذهبي، فقال أحمد:

هاته، فقال له الشيخ: إني أعتقد أن امير المؤمنين صلوات الله عليه كان خير الناس بعد النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) وإني أقول إنه كان خيرهم وإنه كان أفضلهم وأعلمهم، وإنه كان الإمام بعد النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)، قال: فما تم كلامه حتى أجابه أحمد فقال: يا هذا وما عليك في هذا القول قد تقدمك في هذا القول أربعة من أصحاب رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): جابر وأبو ذر والمقداد

Page 169