قال: أعرف كثيرين ولكن بلا شاهنامة، ثم زحزح كرسيه وأقبل علي وتوكأ على الطاولة حتى واجهني وقال: الشعر يا أخا العرب، عسجد يضرب نقودا على السكة الرائجة، فلو قامت لكم سوقنا فعلتم فعلنا.
قلت: ولكنها دنانير تفر من البنان.
فتعالى وقال: أقرأتها جيدا؟
قلت: مرات.
قال: إذن أنت تدرك أننا نبز الشعراء لو قلنا مثلهم.
قلت: نعم يا سيد المتقدمين والمتأخرين، ويا عظيم شعراء الأرض قاطبة.
قال: كنت تحدثنا بهذه اللهجة من قبل، فتطيب نفسنا، فومن نفسي بيده كنت ظننتك الصاحب بن عباد.
قلت: لا أحكم فيه شططا، فوالله العظيم لولا أنك تستحقها لما سمعتها مني وأنت المتنبي.
قال: إنك تغيظ الناس وتحفظهم عليك، يريدون الثناء من فم قربة وأنت تقطره تقطيرا.
فقطعت عليه الكلام وقلت: أما سمعت حسين هيكل يغفر لك بلسان مصر هجوك اللاذع؟
Unknown page