Al-Jawhara al-munīra - 1
الجوهرة المنيرة - 1
Genres
قال الشيخ عمر بن علي: فأمسينا في قرية رصابة من أعمال جهران وكان أهلها قد أجلوا عنها فلما أكلنا فيها الطعام خفت من الكبيسة علينا من سنبل وقلت للأشراف أهل الخيل اركبوا فما هذا لنا بمكان فما خرجنا نحو الميل إلا وقد أحاط بها محطة من زراجة خيلا ورجلا من عند سنبل ودافع الله عنا.
ذكر وقعة السواد
ثم بلغنا أنه خرج آغا منهم يسمى رسول آغا بعسكر نحو أربعمائة أو خمسمائة يريدون ذمار، بعثه الأمير سنبل لقافلة يوصلها إليه، فجعلنا عليهم العيون وتوكلنا على الله تعالى، فلما قربنا منهم في السواد ثرنا فيهم فأحربونا وكادوا يهزموننا، وكان تحتي فرس ضعيف فلما رأى ضعفه رئيسهم المسمى رسول آغا حمل بنفسه وكاد رمحه يصل إلي، فكبت بي الفرس فازداد طمعه فزرقه جماعة من الحدا حتى شغلوه، ثم طعنه جماعة من الأشراف واحتزوا رأسه، وثرنا في أصحابه فقتلنا منهم نحو مائة نفر واحتززنا منها رؤوسا وأسرنا جماعة منهم، وأرسلناهم إلى مولانا الحسن بن أمير المؤمنين رحمه الله تعالى.
وأخبرني القاضي الأعلم أحمد بن علي بن أبي الرجال وكان حاضرا عند مولانا الحسن رحمه الله أنه كان صعد أكمة مرتفعة قريبا من الأبيض ينظر منها زراجة ويستبشر بما يأتيه من خبر أصحابه، وقد بلغه خروج هذا الأغا فكان الواصلون بالروؤس لم يصلوا دفعة بل كل واحد على قدرته.
قال: فكان كلما خطا خطوة أو خطوتين طرح أمامه رأس، قال: وأنا أراه يحمد الله ويشكره ويبتسم، ثم أعطاهم العطاء وكسى مشائخ الحدا، وكان يعطي في الروؤس ذهبا أحمر مما وصل به من الشام، وكان يحضره كثيرا إذا عد [93/أ] للعسكر ولا يعطي منه إلا أهل الرؤوس ونحوهم، وأرسل بالأسرى إل محروس شهارة، ونصب الروؤس في أطراف المحطة فكان لذلك موقع.
Page 239