289

Al-Jawhar al-shaffāf al-multaqaṭ min maghāṣāt al-Kashshāf

الجوهر الشفاف الملتقط من مغاصات الكشاف

وما كان قولهم إلا أن قالوا ربنا اغفر لنا ذنوبنا وإسرافنا في أمرنا وثبت أقدامنا وانصرنا على القوم الكافرين(147)فآتاهم الله ثواب الدنيا وحسن ثواب الآخرة والله يحب المحسنين(148)ياأيها الذين آمنوا إن تطيعوا الذين كفروا يردوكم على أعقابكم فتنقلبوا خاسرين(149) {وما كان قولهم إلا أن قالوا ربنا اغفر لنا ذنوبنا وإسرافنا في أمرنا وثبت أقدامنا وانصرنا على القوم الكافرين} معناه: ما كان قولهم إلا هذا القول وهو إضافة الذنوب، والإسراف إلى أنفسهم مع كونهم ربانيين هضما لها واستقصارا لحالها، والدعاء للاستغفار منها مقدما على طلب تثبيت الأقدام في مواطن الحروب، والنصر على العدو، وليكون طلبهم إلى ربهم عن زكاء وطهارة وخضوع، أقرب إلى الاستجابة {فآتاهم الله ثواب الدنيا} من النصرة والغنيمة، والعز، وطيب الذكر، {وحسن ثواب الآخرة} خص ثواب الآخرة بالحسن دلالة على فضله وتقدمه، وأنه هو المعتمد به عنده كقوله يريدون عرض الدنيا والله يريد الآخرة {والله يحب المحسنين} في العمل {يا أيها الذين أمنوا إن تطيعوا الذين كفروا} قال علي عليه السلام: نزلت في المنافقين الذين قالوا للمؤمنين عند الهزيمة ارجعوا إلى إخوانكم وادخلوا في دينهم وقيل: معناه النهي أن يستكينوا لأبي سفيان وأصحابه {يردوكم على أعقابكم} أي: يردوكم إلى دينهم وقيل: هو عام في جميع الكفار، وإن على المؤمنين أن يجانبوهم ولا يطيعونهم في شئ {فتنقلبوا خاسرين} في ثواب الدارين.

Page 350