150

============================================================

من أنه مات في حبس هارون الرشيد لا مكان تعدد الحبس، بأن جعل الله غشاوة على بصيرة هرون ومنعه الاعتبار بما رأى من الرؤيا لانفاذ أمره تعالى، الومن نوادره ما قاله في الصواعق (6) أن سأله الرشيد: كيف قلتم أنا ذرية رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنتم أبناء علي، فتلا قوله تعالى اومن فريته داود وسليمان إلى أن قال وعيسى" وليس له أب، وأيضا قال الله تعالى، فمن حاجك من بعد ما جاءك من العلم، فقل تعالوا ندع أبنائنا وأبنائكم ونسائنا ونسائكم وأنفسنا وأنفسكم، ولم يدع النبي صلى الله عليه وسلم(12 غير علي وفاطمة والحسن والحسين، فكان الحسن والحسين هما الأبناء.

قال في الصواعق ومن باهر كراماته ما حكاه ابن الجوزي ال والرامهرمزي(3) وغيرهما عن شقيق البلخي، أنه خرج حاجا إلى بيت الله الحرام سنة مائة وتسع وأربعين فرآه في القادسية منفردا عن الناس، فقال في نفسه، هذا فتى من الصوفية يريد أن يكون كلا على الناس لأمضين إليه ولأوبخه، فمضى إليه فقال: يا شقيق اجتنبوا كثيرأ من الظن... الآية، فأراد أن يحالله فغاب عن عينه، فما رآه إلا بالواقصة يصلي وأعضاؤه تضطرب، ودموعه تتحادر، فجاء إليه ليعتذر، فخفف في صلاته، فقال: وإني لغفار لمن تاب...الآية، فلما نزلوا رحاله رآه على بثر سقطت فيه ركوته فدعا فطاف له الماء فاخذها فتوضا فصلى أربع ركعات، ثم مال إلى كثيب رمل فطرح منه فيها وشرب فقال له أطعمني من فضل ما رزقك الله، فقال: يا شقيق لم تزل نعم الله علينا ظاهرة وباطنة فأحسن ظنك، قال فناولنيها فشربت فإذا سويق وسكر ما رأيت والله ألذ منه ولا أطيب ريحا منه، () الصواعق المحرقة ص 121.

(3) بعده قي الصواعق "اعند مباهلته النصارى".

(3) في الأصل الرامهزي، والتصويب عن الصواعق

Page 150