149

============================================================

الرشيد أن عبد الله بن مالك(0) الخزاعي كان على دار الرشيد وشرطته فقال اتاني رسول الرشيد وقتأ ما جائني فيه قط، فانتزهني من موضعي ومنعني من تغيير ثيابي، فراعني ذلك، فلما صرت إلى الدار سبقني الخادم فعرف الرشيد، فاذن لي في الدخول عليه، فدخلت، فوجدته قاعدا على فراشه، فسلمت فسكت، ساعة، فطار عقلي وتضاعف الجزع علي ثم قال: يا عبد الله أتدري لم طليتك في هذا الوقت؟ قلت: لا والله يا أمير المؤمنين، فقال إني رأيت الساعة في منامي كان عليا (3) أتاني ومعه حربة فقال: إن خليت عن موسى الكاظم وإلا نحرتك بهذه الحربة، فاذهب وخل عنه، قال، فقلت: أطلق موسى بن جعفر ثلاثا، قال: نعم امض الساعة حتى تطلق موسى بن جعفر واعطه ثلاثين ألف درهم، وقل له إن أحببت المقام قبلنا فلك ما تحب وإن أردت المضي إلى المدينة فالإذن في ذلك إليك قال: فمضيت إلى الحبس لإخراجه، فلما رآني موسى وثب قائما، وظن اني أمرت فيه بمكروه فقلت لا تخف قد أمرني باطلاقك وأن أدفع إليك ثلاثين ألف درهم، وهو يقول إن أحبيت المقام قبلنا فلك ما تحب، وإن أحبت الاتصراف إلى المدينة فالأمر في ذلك لك وأعطيته ثلاثين ألف اا درهم وخليت سبيله، وقلت له، لقد رأيت من أمرك عجبا، قال: وإني مخبرك، بينما أنا نائم إذ أتاني رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال: يا موسى خبست مظلوما فقل هذه الكلمات فإنك لا تبيت هذه الليلة في الحبس فقلت: بأبي وأمي ما أقول، فقال قل: يا سامع كل صوت، ويا سابق كل فوت، ويا كاسي العظام لحما ومنشرها بعد الموت، أسالك بأسمانك الحسنى وباسمك الأعظم الأكبر المخزون المكنون الذي لم يطلع عليه أحد من المخلوقين، يا حكيما ذا اناه لا يقوى على أناته، يا ذا المعروف الذي لا ينقطع أبدا ولا يحصى عددا، فرج عني فكان ما ترى انتهى ما قاله ابن خلكان قلت ولا منافاة بين هذه وبين ما ذكره الخطيب (1) ني الأصل (ملك) والتصويب عن مروج الذهب.

() كذا في الأصل وفي الوفيات والمروج وحبشيأه.

Page 149