173

Jamic

جامع ابن بركة ج1

Genres

والحجة في وجوب التوجيه (¬1) إلى الكعبة ما قال الله تعالى: { ?قد نرى تقلب وجهك في السماء فلنولينك قبلة ترضاها فول وجهك شطر المسجد الحرام وحيث ما كنتم فولوا وجوهكم شطره } (¬2) ، والحجة في وجوب القيام قول الله عز وجل: { وقوموا لله قانتين } (¬3) ، وقوله: { الذين يذكرون الله قياما وقعودا وعلى جنوبهم } (¬4) فأفادنا بهذه الآية أحوال المصلي، فحال القيام مع القدرة، وحال القعود مع العجز، وحال الاضطجاع مع المرض وعدم الاستطاعة. والدليل على ذلك أيضا قول الله جل ذكره: { ?حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى وقوموا لله قانتين } (¬5) يعني راغبين. وقد قيل: دائمين، والله أعلم. وقوله عز وجل: { ?يا مريم اقنتي لربك } (¬6) ، ومعناه اطلبي القيام لربك والله أعلم. والذي ينبغي للإنسان إذا أراد الوضوء للصلاة بأن يذكر اسم الله قبل أن يدخل يده في الماء لقول النبي صلى الله عليه وسلم : (لا وضوء لمن لم يذكر اسم الله على وضوئه) (¬7) ، والذكر قد يكون بالقلب، فمن أراد الوضوء (¬8) لله (¬9) تعالى أو شيء (¬10) مما يقرب إليه فقد ذكر اسم الله عنده. عنده وهذا يدل عليه وعلى صحته قول النبي صلى الله عليه وسلم : (إنما الأعمال بالنيات ولكل امرىء ما نوى) (¬11) ، وإن كان بعض أصحابنا قد أطلق إجازة الطهارة بغير نية إذا أتى بصفة الفعل المأمور بها وأثبتها له، وأظن أصحاب هذا القول يذهبون إلى الأمر بالنية من النبي صلى الله عليه وسلم لأمته ترغيبا لهم في نيل الثواب، كقول النبي صلى الله عليه وسلم : "لا صلاة لجار مسجد إلا في المسجد" (¬12) ،

¬__________

(¬1) في (ج) التوجه.

(¬2) البقرة: 144.

(¬3) البقرة: 238.

(¬4) آل عمران: 19.

(¬5) البقرة: 238.

(¬6) آل عمران: 43.

(¬7) تقدم ذكره.

(¬8) في (ج) يوضونه.

(¬9) في (ج) الله.

(¬10) في (ج) بشيء .

(¬11) متفق عليه.

(¬12) رواه الدرقطني وأبو داود..

Page 173