112

البصرة وتكتب إلى أم سلمة فتخرج معك فإنها لك قوة فقال أمير المؤمنين بل أنهض بنفسي ومن معي في اتباع الطريق وراء القوم فإن أدركتهم بالطريق أخذتهم وإن فاتوني كتبت إلى الكوفة واستمددت الجند من الأمصار وسرت إليهم.

وأما أم سلمة فإني لا أرى إخراجها من بيتها كما رأى الرجلان إخراج عائشة فبينما هم في ذلك إذ دخل عليهم أسامة بن زيد وقال لأمير المؤمنين فداك أبي وأمي لا تسر وحدك وانطلق إلى ينبع وخلف على المدينة رجلا وأقم بمالك فإن العرب لهم جولة ثم يصيرون إليك (1).

فقال له ابن عباس إن هذا القول منك يا أسامة على غير غل في صدرك فقد أخطأت وجه الرأي منه ليس هذا برأي (بعير يكون والله كهيئة الضبع في مغارتها) فقال أسامة فما الرأي قال ما أشرت به إليه وما رأى أمير المؤمنين لنفسه.

ثم نادى أمير المؤمنين عليه السلام في الناس تجهزوا للسير فإن طلحة والزبير قد نكثا البيعة ونقضا العهد وأخرجا عائشة من بيتها يريدان البصرة لإثارة الفتنة وسفك دماء أهل القبلة ثم رفع يديه إلى السماء فقال اللهم إن هذين الرجلين قد بغيا علي ونكثا عهدي ونقضا عقدي وشاقاني بغير حق سومهما ذلك اللهم خذهما بظلمهما واظفرني بهما وانصرني عليهما ثم خرج في سبعمائة رجل من المهاجرين والأنصار واستخلف على المدينة تمام بن عباس وبعث قثم بن عباس إلى مكة (2)

Page 129