100

هذه الفرقة شهادة حسان مردودة على كل حال وأما من ذهب إلى أن القاذف تقبل شهادته عنه التوبة فبينهم في ذلك اختلاف فمنهم من يقول أنه يشترط في توبته أن يقف في الموضع الذي قذف فيه فيكذب نفسه ويظهر التوبة من جرمه ولم يدع أحد أن حسان كذب نفسه ظاهرا ورجع عن قذفه مختارا فلا توبة له على قول هذا الفريق وأما الفريق الآخر فإنهم قبلوا شهادة القاذف بعد توبته ولم يشترط في توبته ما ذكرناه فليس معهم دليل على أنه تاب والظاهر منه القذف الذي يستحق به التفسيق ورد الشهادة في دين الإسلام فلا تعلق في قول حسان في قذف أمير المؤمنين (ع) بدم عثمان على كل حال على أن حسان مذموم مردود القول باتفاق أهل الإسلام وعلى كل مذهب لأهل القبلة وذلك أنه قال في يوم الغدير بمحضر من النبي صلى الله عليه وآله في أمير المؤمنين ما قال وشهد له بالإمامة والنص فيها عليه من الله تعالى فردته المعتزلة بذلك وأنكرته الحشوية ودفعته الخوارج وكذبه جميع من سميناه ولم يحتج فيه إلا على مذهب الشيعة الإمامية والجارودية دون من سواهما من فرق الأمة على ما ذكرناه وقوله الذي قدمنا ذكره وأشرنا إليه على الإجمال هو هذا:

يناديهم يوم الغدير نبيهم * بخم وأسمع بالنبي مناديا يقول فمن مولاكم ووليكم * فقالوا ولم يبدوا هناك التعاميا إلهك مولانا وأنت ولينا * وما لك فينا في المقالة عاصيا فقال له قم يا علي فإنني * رضيتك من بعدي إماما وهاديا فمن كنت مولاه فأنت وليه * فكونوا له أنصار صدق مواليا هناك دعا اللهم وال وليه * وكن للذي عادى عليا معاديا (1)

Page 117