408

Al-Jadīd fī al-ḥikma

الجديد في الحكمة

Editor

حميد مرعيد الكبيسي

Publisher

مطبعة جامعة بغداد

Publication Year

1403م-1982م

Publisher Location

بغداد

ومن ههنا تأخذ في الارتقاء إلى دورة الكمال ، بعد انحطاطه عنه . | وذلك على مراتب : أولها : مرتبة الأجسام النوعية البسيطة ، من الفلك | الأعلى إلى الأرض . وبعدها مرتبة الصور الأولى الحادثة بعد التركيب | على اختلاف درجاتها . وبعدها مرتبة القوى النباتية بأسرها . ثم | مرتبة النفوس الحيوانية ، على اختلافها ، حتى تبلغ النفس الناطقة | المنتهية في درجات كمالها ، إلى العقل المستفاد المشتمل على صور | الموجودات كما هي اشتمالا انفعاليا ، كما اشتملت عليها العقول اشتمالا | فعليا . فبهذا العقل المستفاد عاد الوجود ، إلى مثل ما ابتدأ منه ، وإن | كانت مماثلة ضعيفة .

والواجب ، كما أنه واجب في ذاته ، فكذلك هو واجب في فاعليته ، | ولولا ذلك لتوقف تأثيره في معلوله الأول ، على أمر آخر ، يترجح به | وجوده عنها ، فيكون ذلك الأمر قبل ما فرض أنه معلول أول له ، فلا | يكون المعلول الأول معلولا أول ، هذا خلف .

ولما كان كل ما عدا الواجب فهو من الواجب ، وجب ألا يتوقف | مجموع ما عداه على غيره ، فيجب دوامه بدوامه ، لعدم توقفه على أمر | منتظر .

وفي العدم البحث لا يمكن فرض عدد ، مع أن كل ما يتجدد | يعود الكلام فيه ، فيؤدي ذلك إلى حوادث ، لا أول لها ، فلا يكون | لمجموع ما عدا الواجب ابتداء زماني ، بل الذي له ابتداء زماني ، هو | بعض معلولاته ، لا كلها . وكونه يفعل بالارادة ، لا يقدح في دوام | فاعليته ، فإن الارادة أو غيرها ، من الصفات ، متى فرضت دائمة ، ولا | يتوقف تأثير الواجب على غيرها ، فيدوم التأثير بدوامها . |

Page 572