Ithbat Nubuwwa
إثبات نبوة النبي
Genres
قيل له: الآية تضمنت تقدم الوعد على الكائنة ، لأن الوعد لا بد من أن يتقدم الموعود ، ولولا أنه كان معلوما عند أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أن ذلك الوعد كان قد حصل لهم ، لم يكن النبي صلى الله عليه وآله وسلم ليتلو عليهم ما تلاه ، لأنه جرى (¬1) مجرى أن يقول لهم: قلت لكم أمس شيئا ، وهم يعلمون أنه لم يقله لهم ، وأنه يفضح القائل ، ويظهر كذبه ، وتقوله (¬2) بين أصحابه . فبان أن الوعد في الأمل (¬3) والوعيد كان قد تقدم . وأن الموعود جرى على ما وعدوا به . ومثل هذا لا يجوز أن يصدر إلا عن علام الغيوب سبحانه وتعالى .
ويبين ما قلناه من أن الوعد كان قد تقدم ، قوله عز وجل بعد هذه الآيات: { وما جعله الله إلا بشرى ولتطمئن به قلوبكم } [الأنفال: 10] ، والبشرى لا تكون إلا قبل حصول الشيء . فدل ذلك أيضا على أنهم كانوا مبشرين قبل وقوعه .
الوجه الثاني الذي تضمنته الآية من الإخبار عن الغيوب ، قوله عز وجل: { وتودون أن غير ذات الشوكة تكون لكم } [الأنفال: 7] ، وهي العير التي كانت مع أبي سفيان ، فأخبر عما في نفوسهم ، ولم يقل أحد منهم: إن الذي كان في نفسي خلاف ذلك .
Page 236