Ithbat Nubuwwa
إثبات نبوة النبي
Genres
إحداهما: أضعف الحالات .
والأخرى: أقواها .
ثم نبه على ما بينهما . فجمع في الآية وجهين من الإيجاز:
أحدهما: تقليل الحروف .
والثاني: حذف الوسائط بين الحالتين ، مع جزالة اللفظ ، وحسن المعنى ، ثم [لما] أراد عز وجل بسط هذا المعنى قال: { ولقد خلقنا الانسان من سلالة من طين (12) ثم جعلناه نطفة في قرار مكين (13) ثم خلقنا النطفة علقة فخلقنا العلقة مضغة فخلقنا المضغة عظاما فكسونا العظام لحما ثم أنشأناه خلقا آخر فتبارك الله أحسن الخالقين (14) } [المؤمنون] .
وهذا باب كبير من الفصاحة ، لأن البليغ هو الذي يبسط الكلام إذا شاء بسطه من غير خطل ، ويرخي عنان الخطاب ، ويتمطى ظهر الاطناب ، ويوجز إذا شاء الإيجاز من غير تحيف للمعنى .
وحكي عن بعض الفصحاء أنه وصف كاتبا بالبلاغة ، فقال: (( إن أخذ طوبارا ملاه (¬1) ، وإن أخذ شبرا كفاه )) ، يريد: أنه كان يبسط إذا شاء ، ويوجز إذا شاء .
Page 205