286

Ittiḥāf al-akhiṣṣāʾ bi-faḍāʾil al-masjid al-Aqṣā

إتحاف الأخصا بفضائل المسجد الأقصى

Editor

د/ أحمد رمضان أحمد

Publisher

الهيئة المصرية العامة للكتب

Genres

يجيء إسحاق فأمهله، فلما دخل قام إليه واعتنق كل واحد منهما صاحبه فرق لهما ملك الموت ورجع إلى ربه ﷿، وقال يا رب أتيت خليلك جزع من الموت قال يا ملك الموت فأت خليلي في منامه فاقبضه، قال: فأتاه في منامه فقبضه، وروى النووي، عن كعب الأحبار، وآخرين معه، أن سبب وفاة إبراهيم ﵇ أنه أتاه ملك في صورة شيخ كبير، فضيفه فكان يأكل ويسيل الطعام واللعاب على صدره، ولحيته فقال له إبراهيم ﵇، يا عبد اللَّه ما هذا: قال: بلغت الكبر الذي يكون صاحبه هكذا، قال وكم أتى عليك؟ قال: مائتا سنة وإبراهيم ﵇ مثلها فكره الحياة "كي لا" يصل إلى هذه الحالة فمات بغير مرض وروي عن أبي السكن الفهجري قال: توفي إبراهيم ﵇، وداود، وسليمان عليهم الصلاة والسلام، فجأة وكذلك الصالحون وهو تخفيف على المؤمنين وتشديد على الكافرين، قال النووي، قلت: هو تخفيف ورحمة في حق المؤمنين المراقبين وباللَّه التوفيق. وعن عبد اللَّه بن أبي مليكة قال لما قدم إبراهيم ﷺ على ربه قال له: يا إبراهيم كيف وجدت الموت قال يا ربي وجدت نفسي كأنها تنزع بالبلاء، قال كيف وقد هوَّنا عليك الموت يا إبراهيم.
وروى صاحب كتاب الأنس بسنده إلى ابن عباس ﵁ قال: قال رسول اللَّه ﷺ: "أول من يكسى يوم القيامة إبراهيم ﵇ بحلته، ثم أنا بصفوتي ثم علي بن أبي طالب ﵁ يزف بيني وبين إبراهيم زفا إلى الجنة" وروى البيهقي بسنده إلى ابن أبي طالب ﵁ قال: "أول من

2 / 82