Kitāb al-Istighātha
كتاب الاستغاثة
وإن أراد بقوله يقتضي سلب صلاحية الرسول لأنه يكون وسيلة إلى الله تعالى في طلب الإغاثة أنه لا يتوسل بذاته فلا يقسم به على الله تعالى ولا يقال أسألك برسولك أو بجاه رسولك
فيقال أولا نفي الاستغاثة بهم لا يفهم أحد منها نفي السؤال به
ويقال ثانيا وهبوا أنه أراد هذا فما الدليل على جواز السؤال لله تعالى بذات المخلوقين أو مطلقا بعد موتهم ومن قال هذا من الصحابة والتابعين لهم بإحسان
والصحابة إنما كانوا يتوسلون بدعائه وشفاعته ولهذا توسلوا بعده بالعباس ولو كان التوسل بذاته ممكنا بعد الموت لم يعدلوا إلى العباس والأعمى إ نما توجه بدعائه وشفاعته وكذلك الصحابة رضي الله تعالى عنهم في الاستغاثة وكذلك الناس يوم القيامة يستغيثون به ليشفع لهم إلى الله تعالى فهم يتوسلون بشفاعته أما مجرد الذات بعد الممات فلا دليل عليه ولا قاله أحد من السلف بل المنقول عنهم يناقض ذلك وقد نص غير واحد من العلماء على أن هذا لا يجوز وإن نقل عن بعضهم جوازه فقد قال تعالى: {فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول}
Page 631