279

Kitab al-Istigatat

كتاب الاستغاثة

وأما على ما ادعاه فالاستغاثة بالمخلوق عامة في كل شيء فلا يكون شيء من الأشياء يجوز أن يستغاث بالمخلوق فيه فلا تنفى الاستغاثة عن غير الله تعالى إذا كانت ثابتة للمخلوق في كل شيء إلا أن يقال المنفي هو الاستغاثة الكاملة أو التي يستقل بها المغيث كما يقال لا موجود إلا الله تعالى فيقال وهذه العبارة لا موجود إلا الله تعالى ليست عبارة منقولة عن السلف والأئمة والنافي إذا أراد بالنفي الكمال مع القرينة جاز ذلك كما يقال لا عالم إلا فلان ولا حاكم إلا فلان ومنه قوله تعالى {إنما المؤمنون الذين إذا ذكر الله وجلت قلوبهم وإذا تليت عليهم آياته زادتهم إيمانا وعلى ربهم يتوكلون} إلى قوله {أولئك هم المؤمنون حقا}

وقد بينا في غير هذا الموضع أن الله تعالى ورسوله لم ينفيا اسما من مسمى شرعي إلا لانتفاء بعض ما يجب فيه لا ينتفي لانتفاء الكمال المستحب بل ولا بنفي الكمال الواجب

كقوله تعالى {إنما المؤمنون الذين آمنوا بالله ورسوله ثم لم يرتابوا وجاهدوا بأموالهم وأنفسهم في سبيل الله أولئك هم الصادقون} ونظائرها بالقرآن

وكقول النبي صلى الله عليه وسلم «لا صلاة إلا بأم القرآن»

Page 601