Kitab al-Istigatat
كتاب الاستغاثة
ولما كانت تلك الأحاديث الإسرائيليات قد كثرت صار بعض الناس يدخل في بعض خصائصهم ولم يكن قد ظهر في المسلمين شيء من آثار اليونان والهند إلى أن عربت بعض كتب هؤلاء وهؤلاء حدث في الناس من التشبه بأولئك ما كان أعظم من التشبه بأهل الكتاب حتى آل الأمر إلى دولة العبيديين وهم ملاحدة في الباطن أخذوا من مذاهب الفلاسفة والمجوس ما خلطوا به أقوال الرافضة فصار خيار ما يظهرونه من الإسلام دين الرافضة وأما في الباطن فملاحدة شر من اليهود والنصارى وإلا من لم يصل منهم إلى منتهى دعوتهم فإنه قد يبقى رافضيا داخلا في الإسلام ولهذا قال فيهم العلماء
ظاهر مذهبهم الرفض وباطنه الكفر المحض وهم من أشد الناس تعظيما للمشاهد ودعوة الكواكب ونحو ذلك من دين المشركين وأبعد الناس عن تعظيم المساجد التي أذن الله أن ترفع ويذكر فيها اسمه وآثارهم في القاهرة تدل على ذلك
ولقد كنت لما رأيت آثارهم أبين للناس أصل ذلك وحقيقة دينهم وأنهم من أبرأ الناس من رسول الله صلى الله عليه وسلم دينا ونسبا
وقد صنف العلماء فيهم وفي أصولهم كتبا نظرية وخبرية
ومنهم الإسماعيلية من أصحاب دور الدعوة
Page 583