Kitab al-Istigatat
كتاب الاستغاثة
قيل لكن إذا كان في الكلام ما يبين المراد لم يحتج إلى ذلك لا سيما إذا ذكر ماض وحاضر وعمهم الخطاب فهنا يتعين حذف كان لأن المقصود الإخبار عن حال هؤلاء الحاضرين والحاضرون لا يخبر عنهم بكان كما تقول المؤمنون من الأولين والآخرين يعبدون الله لا يشركون به
والآية هنا قصد بها التعميم لكل ما يدعى من دون الله وكل من دعا ميتا أو غائبا من الأنبياء والصالحين سواء كان بلفظ الاستغاثة أو غيرها فقد تناولته هذه الآية كما تتناول من دعا الملائكة والجن ومعلوم أن هؤلاء كلهم يكونون وسائط فيما يقدره الله تعالى بأفعالهم ومع هذا فقد نهى الله عز وجل عن دعائهم وبين أنهم لا يملكون كشف الضر عن الداعين ولا تحويله ولا يرفعونه بالكلية ولا يحولونه من موضع إلى موضع أيضا فلا يرفعونه ولا يحولونه من حال إلى حال كتغير صفته أو قدره ولهذا قال تعالى: {ولا تحويلا} فذكر نكرة تعم أنواع التحويل
Page 541