223

Islah Mantiq

إصلاح المنطق

Investigator

محمد مرعب

Publisher

دار إحياء التراث العربي

Edition Number

الأولى ١٤٢٣ هـ

Publication Year

٢٠٠٢ م

أَسْرَهُمْ﴾ [الإنسان: الآية: ٢٨] أي خلفهم، ويقال: إنه لشديد الأسر، قال أبو النجم:
مَلْبُونة شد المليك أَسْرَهَا ... أَسْفَلَها وبطنها وظهرها
ويقال: "ما أجود ما أَسَرَ قَتَبَهُ"، أي ما أجود ما شد القد عَلَيه، وقولهم: "غَلٌّ قَمِل": كانوا يَغُلون بالقد وعليه الشَّعْر، فيقمل على الرجل، وقولهم: "أَخذَهُ أَخْذ سبعة" إنما أصلها "سبعة، ثم خففت، واللبوؤة أنزق من الأسد، وقال ابن الكلبي: هو": سَبْعة ابن عوف بن ثعلبة بن سلامان بن ثعل بن عمرو بن الغوث بن طيئ، وكان رجلًا شديدًا، "ويقال: "هَنَّأك ومَرَّأك"، وقد هنأني الطعام ومرأني، بغير ألف، إذا أتبعوها قالوا "هَنَأَنِي" وإذا أفردوها قالوا: "أَمْرَأَني"، وتقول: هذا رجل مَمُوم، وقد ميم الرجل، إذا كان به المُوْم، وهذا رجل مَمُون من قولهم: مُنْتُهُ أَمُونُهُ، ويقال: "هذا بلد مَخُوف"، وهذا وجع مُخِيف، أي يُخِيف من رَآَه، وهذا شيء مَصُون ولا يقال: مُصَان، وهذا شيء مَعِيب، ولا يقال: مُعَاب، قال أبو يوسف: يقال: هو مني أَصِرِّي وإِصِري وصَرِّي وصِرِّي، وهي مشتقة من أَصْرَرْت على الشيء، إذا أَقَمت ودمت عليه، قال أبو سمال الأسدي وضلت ناقته: "أَيْمُنُك لئن لم تردها علي لا عَبَدتُكَ! "، فأصاب ناقته وقد تعلق زمامُها بشجرة، فأخذها وقال: عَلِم ربي أنها مني أَصِرِّي، ويقال: رجل صَرُورة وصارُوْرة وصَرُوري، وهو الذي لم يحج، وحكى الفراء عن بعض العرب قال: رأيت قومًا صَرَارى، واحدهم صَرَارَة، والصَّرُورة الذي في شعر النابغة: الذي لم يأت النساء، كأنه أصر على تركهن، ويقال: درهم صرِّي وصِرِّي، للذي له طنين إذا نقر، ويقال للبرد: صر، وقولهم: "ريح صرصر" فيها قولان: يقال أصلها صَرَر، من الصر، فأبدلوا مكان الراء الوسطى فاء الفعل، وكذلك قوله ﷿: ﴿فَكُبْكِبُوا فِيهَا﴾ [الشعراء: ٩٤]، أصلها: فَكُبِّبُوا، ويقال: تَجَفجف الثوب، وأصلها: تَجَفَّفَ، قال الكلابي:
فقام على قوائم لينات ... قُبيل تَجَفْجُفِ الوبر الرطيب
ويقال: لقيته فَتَبَشْبَشَ بي، أصلها: فَتَبَشَّشَ بي، ويقال: قد صَرَّ نابيه، وَصَرَّ ناقته، والصِّرَار: الخيط الذي يشد فوق الخلف والتودية، والصَّرَّة: الصيحة والشدة، قال امرؤ القيس:
جواحِرُها فِي صَرَّة لم تَزَيَّل

1 / 227