209

Irshad

الإرشاد إلى نجاة العباد للعنسي

Genres

Sufism

وعنه صلى الله عليه وآله وسلم أيضا (لا تفكروا في عظمة ربكم، ولكن تفكروا فيما خلق، فإن فيما خلق متفكرا، فإن خلقا من الملائكة يقال له: إسرافيل، زاوية من زوايا العرش على كاهله، وقدماه في الأرض السفلى، وقد برق رأسه من السماء السابعة، ومن سبع سموات)(1).

المعرفة الثالثة بطلان التقليد

وبيانه أنه لا يؤمن الخطأ على مقلده والغلط عليه، فيكون على ضلالة، ويكون هالكا مثله، ولهذا حث الله تعالى على النظر والإحتجاج، واحتج على الكفار في جميع القرآن، وذمهم على قولهم:{إنا وجدنا آباء نا على أمة وإنا على آثارهم مقتدون}(2).

وعلى هذا قال عدي بن حاتم:(أتيت رسول الله وهو يقري في سورة براء ة {اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أربابا من دون الله}(3) حتى فرغ منها، فقلت: إنا ليس نعبدهم فقال:(أليس يحرمون ما أحل الله فتحرمون ؟ ويحلون ما حرم الله فتستحلون ؟) قلت: بلي. قال:(تلك عبادتهم)(4).

وعلى هذا قال الحرث بن حوط لعلي عليه السلام:(يا أمير المؤمنين أترى أن أهل العراق مع قلتهم على الحق ؟ وأن أهل الشام مع كثرتهم على الباطل ؟ قال:(يا حار إنه لملبوس عليك، إن الحق لا يعرف بالرجال، وإنما الرجال يعرفون بالحق، فاعرف الحق تعرف أهله قلوا أم كثروا، واعرف الباطل تعرف أهله قلوا أم كثروا)(5).

فعرفت أيها الطالب صحة الركن الأول من العقيدة، وما فيه من المعارف، وبذلك تفارق العدلية أهل الأهواء من السوفسطائية، والعنودية، والسمنية، والشكوكية، وأجناسهم.

Page 213