وعن النبي صلى الله عليه وآله وسلم (الواصل لا يموت هدما ولا غرقا).(6) وقيل لسعيد بن المسيب: إن محمد بن طلحة(1) قد سقط عليه وعلى أهل بيته جدار فقال: إن محمدا لم يمت، ففتشوا فإذا هو حي، قالوا: كيف علمت فقال: الخبر. فافهم واعمل.
المعاشرة مع الجار
اعلم أن حق الجار كثير، وحرمته عظيمة، وهو على ضربين: جار سوء، وجار خير.
وفي حديث النبي صلى الله عليه وآله وسلم (تعوذوا بالله من ثلاث: تعوذوا بالله من جار السوء إن رأى خيرا ستره، وإن رأى شرا أذاعه، وتعوذوا بالله من زوجة سوء، إن دخلت عليها لسنتك، وإن غبت عنها خانتك، وتعوذوا بالله من إمام سوء إن أحسنت إليه لم يقبل، وإن أسأت لم يغفر).(2)
وأما جار الخير ففي الخبر عنه صلى الله عليه وآله وسلم:(خير الأصحاب عند الله خيرهم لصاحبه، وخير الجيران عند الله خيرهم لجاره)(3).
وأما حق الجار، فقد روى الحسن قال: قيل: يا رسول الله ماحق الجار ؟ قال: (إن استقرضك أقرضته، وإن احتاج عدت عليه، وإن دعاك أجبته، وإن مرض عدته، وإن استعان بك أعنته، وإن أصابته مصيبة عزيته، وإن أصابه خير هنأته، وإن مات شهدته، وإن غاب حفظته، ولا تؤذه بقتار قدرك إلا أن تهدي له منه).(4)
Page 184