206

Inference by Al-Khatib Al-Sharbini in His Interpretation of Al-Siraj Al-Munir

الاستنباط عند الخطيب الشربيني في تفسيره السراج المنير

Genres

قال الطبري في معنى هذه الآية: (هذا خبر من الله جل ثناؤه عن أن الظالم لا يكون إمامًا يقتدي به أهل الخير. وهو من الله جل ثناؤه جواب لما يتوهم في مسألته إياه أن يجعل من ذريته أئمة مثله. فأخبر أنه فاعل ذلك، إلا بمن كان من أهل الظلم منهم، فإنه غير مُصيّره كذلك، ولا جاعله في محل أوليائه عنده، بالتكرمة بالإمامة، لأن الإمامة إنما هي لأوليائه وأهل طاعته، دون أعدائه والكافرين به.) (^١) وقد استدل بهذه الآية جماعة من أهل العلم على أن الإمام لا بد أن يكون من أهل العدل والعمل بالشرع، لأنه إذا زاغ عن ذلك كان ظالمًا. (^٢) قال الرازي: (واحتج الجمهور على أن الفاسق لا يصلح أن تعقد له الإمامة بهذه الآية، ووجه الاستدلال بها من وجهين. الأول: ما بينا أن قوله: ﴿لَا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ﴾ جواب لقوله: ﴿وَمِنْ ذُرِّيَّتِي﴾، وقوله تعالى: ﴿وَمِنْ ذُرِّيَّتِي﴾ طلب للإمامة التي ذكرها الله تعالى، فوجب أن يكون المراد بهذا العهد هو الإمامة، ليكون الجواب مطابقا للسؤال، فتصير الآية كأنه تعالى قال: لا ينال الإمامة الظالمين، وكل عاص فإنه ظالم لنفسه، فكانت الآية دالة على ما قلناه، - إلى أن

(^١) جامع البيان (٢/ ٢٠). (^٢) ينظر: الجامع لأحكام القرآن (٢/ ١٠٨ ومابعدها)، وأنوار التنزيل (١/ ١٠٤)، واللباب في علوم الكتاب (٢/ ٤٥٧)، وإرشاد العقل السليم (١/ ١٥٦)، وفتح القدير (١/ ١٦١).

1 / 206