205

Inference by Al-Khatib Al-Sharbini in His Interpretation of Al-Siraj Al-Munir

الاستنباط عند الخطيب الشربيني في تفسيره السراج المنير

Genres

الدلالة الثالثة: عدم صلاحية الفاسق للإمامة. الدراسة: استنبط الخطيب من الآية دلالتها باللازم على أن الفاسق لا يصلح للإمامة، وإنما ينالها البر التقي وذلك أنه تعالى أخبر أنه لا ينال عهده الظالمين ولو كان الظالم والفاسق أهلًا لها لما نفى تعالى عنهم ذلك. فقوله تعالى: ﴿لَا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ﴾ جواب لقوله: ﴿وَمِنْ ذُرِّيَّتِي﴾، التي طلب فيها إبراهيم الإمامة التي ذكرها الله تعالى بقوله ﴿قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا﴾، وعلى هذا فالمراد بالعهد هو الإمامة (^١)، والمعنى: لا ينال الإمامة الظالمين، فدلّت الآية على أن من ذريته ظلمة، وأنهم لا يصلحون للإمامة، وكل عاص فإنه ظالم لنفسه. (^٢) وممن استنبط هذه الدلالة من الآية: الزمخشري، والرازي، والقرطبي، والبيضاوي، وابن عادل، وأبو السعود، والشهاب الخفاجي (^٣)، والشوكاني، وغيرهم. (^٤)

(^١) في هذا العهد، سبعة أقوال: أحدها: أنه النبوة، قاله السدي. والثاني قول مجاهد: أنه الإمامة، وهو أظهرها لدلالة السياق عليه، والثالث: أنه الإيمان، قاله قتادة. والرابع: أنه الرحمة، وهو قول عطاء. والخامس: أنه دين الله قاله الضحاك. والسادس: أنه الجزاء والثواب. والسابع: أنه لا عهد عليك لظالم أن تطيعه في ظلمه، وهو قول ابن عباس. ينظر: جامع البيان (٢/ ٢٠)، والنكت والعيون (١/ ١٨٥). (^٢) ينظر التفسير الكبير للرازي ٤/ ٣٨. (^٣) هو: شهاب الدين أحمد بن محمد بن عمر، الخفاجي المصري، قاضي القضاة، نسبته إلى قبيلة خفاجة، ولد ونشأ بمصر، ورحل إلى بلاد الروم، من أشهر كتبه: شفاء العليل فيما في كلام العرب من الدخيل، وخبايا الزوايا بما في الرجال من البقايا، وحاشية على تفسير البيضاوي، توفي عام ١٠٦٩ هـ. ينظر: الأعلام (١/ ٢٣٨) (^٤) ينظر: الكشاف (١/ ١٨٤)، والتفسير الكبير (٤/ ٣٩)، والجامع لأحكام القرآن (٢/ ١٠٨ ومابعدها)، وأنوار التنزيل (١/ ١٠٤)، واللباب في علوم الكتاب (٢/ ٤٥٧)، وإرشاد العقل السليم (١/ ١٥٦)، حاشيه الشهاب علي تفسير البيضاوي (٢/ ٢٣٤)، وفتح القدير (١/ ١٦١).

1 / 205