Ihbar al-ʿulamaʾ bi-ahbar al-hukamaʾ
اخبار العلماء بأخبار الحكماء
Investigator
إبراهيم شمس الدين
Publisher
دار الكتب العلمية، بيروت - لبنان
Edition Number
الأولى 1426 هـ - 2005 م
مثله ولم ينقله إلى البياض
حتى توفي فبقي على مسودته لا يهتدي أحد إلى ترتيبه وكان قد حصل للشيخ تجارب كثيرة فيما باشره من المعالجات عزم على تدوينها في كتاب القانون وكان قد علقها على أجزاء فضاعت قبل تمام كتاب القانون من ذلك أنه صدع يوما فتصور إن مادة تريد النزول إلى حجاب رأسه وأنه لا يأمن ورما يحصل فيه فأمر بإحضار ثلج كثير ودقه ولفه في خرقة وتغطية رأسه بها ففعل ذلك حتى قوي الموضع وامتنع عن قبول تلك المادة وعوفي ومن ذلك أن امرأة مسلولة بخوارزم أمرها أن لا تتناول شيئا من الأدوية سوى جلنجبين السكر حتى تناولت على الأيام مقدار مائة من وشقيت المرأة وكان الشيخ قد صنف بجرجان المختصر الأصغر في المنطق وهو الذي وضعه بعد ذلك في أول النجاة ووقعت نسخة إلى شيراز فنظر فيها جماعة من أهل العلم هناك فوقعت علم الشبه في مسائل منها فكتبوها على جزء وكان القاضي بشيراز من جملة القوم فأنفذ بالجزء إلى أبي القاسم الكرماني صاحب إبراهيم بن بابا الديلمي المشتغل بعلم الباطن وأضاف إليه كتابا إلى الشيخ أبي القاسم وأنفذهما على يدي ركابي قاصد وسأله عرض الجزء على الشيخ واستنجاز أجوبته فيه وإذا الشيخ أبو القاسم دخل على الشيخ عند اصفرار الشمس في يوم صائف وعرض عليه الكتاب والجزء فقرأ الكتاب ورده عليه وترك الجزء بين يديه وهو ينظر فيه والناس يتحدثون ثم خرج أبو القاسم وأمرني الشيخ بإحضار البياض وقطع أجزاء منه فشددت له خمسة أجزاء كل واحد عشرة أوراق بالربع الفرعوني وصلينا العشاء وقد الشمع وأمر بإحضار الشراب وأجلسني وأخاه وأمر بمناولة الشراب وابتدأ هو بجواب تلك المسائل وكان يكتب ويشرب إلى نصف الليل حتى غلبني وأخاه النوم فأمرنا بالانصراف فعند الصباح قرع الباب فإذا رسول الشيخ يستحضرني فحضرته وهو على المصلى وبين يديه الأجزاء الخمسة فقال وسربها إلى الشيخ أبي القاسم الكرماني وقل له استعجلت في الإجابة عنها لئلا يتعوق الركابي فلما حملته إليه تعجب كل العجب وصرف القيج وأعلمهم بهذه الحالة وصار هذا الحديث تاريخا بين الناس ووضع في حال المرصد آلات ما سبق إليها وصنف فيها رسالة بقيت أنا ثماني سنين مشغولا بالرصد وكان غرضي يتبين ما يحكيه
Page 311