237

Akhbār al-ʿulamāʾ bi-akhbār al-ḥukamāʾ

اخبار العلماء بأخبار الحكماء

Editor

إبراهيم شمس الدين

Publisher

دار الكتب العلمية، بيروت - لبنان

Edition

الأولى 1426 هـ - 2005 م

Regions
Syria

العزيز ترجمة كتاب اهرن القس في الطب وهو كناش فاضل من أفضل الكنانيش القديمة وقال ابن جلجل الأندلسي ماسرجويه كان سريانيا يهودي المذهب وهو الذي تولى في أيام مروان في الدولة المروانية تفسير كتاب أهرن القس بن أعين إلى العربية ووجده عمر بن عبد العزيز في خزائن الكتب وأمر بإخراجه ووضعه في مصلاه واستخار الله في إخراجه إلى المسلمين لينفع به فلما تم له في ذلك أربعون يوما أخرجه إلى الناس وبثه في أيديهم فقال ابن جلجل حدثني أبو بكر محمد بن عمر بهذه الحكاية في مسجد القرموني سنة تسع وخمسين وثلاثمائة ولماسرجويه من التصانيف كتاب قوي الأطعمة ومنافعها ومضارها كتاب قوي المقاقير ومنافعها ومضارها وذكر أيوب بن الحكم البصري حاجب محمد بن طاهر بن الحسين وكان ذا أدب ومروة وعلم بأخبار الناس قال كان أبو نواس الحسن بن هانيء يعشق جارية لامرأة من ثقيف تسكن الموضع المعروف بحكمان من أرض البصرة يقال لها جنان وكان للمعروف بأبي عثمان وأبي مية من ثقيف قرابة بمرآة الجارية وكان أبو نواس يخرج في كل يوم من البصرة يتلقى من يقدم من ناحية حكمان فيسألهم عن أخبار جنان قال فخرج يوما وخرجت معه وكان أول من طلع علينا ماسرجويه المتطبب فقال له أبو نواس كيف خلفت أبا عثمان وأبا مية فقال ماسرجويه جنان صالحة فأنشأ أبو نواس يقول:

أسأل القادمين في حكمان ... كيف خلفتم أبا عثمان

وأبامية للهذب والمأ ... مول والمرتجى لريب الزمان

فيقولون لي جنان كما سر ... ك حالها فل عن جنان

ما لهم لا يبارك الله فيهم ... كيف لم يخف عنهم كتماني

وحدث أيوب بن الحكم أنه كان جالسا عند ماسرجويه وهو ينظر في قوارير البول إذ أتاه رجل من الخوز فقال إني بليت بداء لم يبل أحد مثله فسأله عن دائه فقال أصبح وبصري مظلم على أنا أصيب مثل حس الكلام في معدتي فلا تزال هذه حالي حتى أطعم شيئا فإذا طعمت سكن عني ما أجد إلى وقت انتصاف النهار ثم يعاودني ما كنت فيه فإذا عاودت الأكل سكن ما بي إلى وقت صلاة العتمة ثم يعاودني فلا أجد له دواء إلا معاودة الأكل فقال

Page 243