223

Akhbār al-ʿulamāʾ bi-akhbār al-ḥukamāʾ

اخبار العلماء بأخبار الحكماء

Editor

إبراهيم شمس الدين

Publisher

دار الكتب العلمية، بيروت - لبنان

Edition

الأولى 1426 هـ - 2005 م

Regions
Syria

أحب للشيخ التظاهر بعقوق الآباء بل أن يجريه أقل الأجسام مجرى سيده عليه رحمة الله ومنها أنه قل من تعرض لمن قدمه الله تعالى إلا وحرم التوفيق ووقع من التعذير في بحر عريض عميق ولهذا قال أفلاطون لا تعادوا الدول المقبلة فتدبروا بإقبالها وهذا القسم إذا تفطن الشيخ فيه علم نصحي له فلا يثقل عليه إذا كان الدواء إذا لنحت غايته عذبت مرارته والعرب تقول مبكياتك ولا مضحكاتك وأخوك من نصحك وكثير ما ينتفع الإنسان بأعدائه وبحسب هذه المعددة يجب على الشيخ الرجوع عما ثلب به أئمة الصناعة ولا يصر على الفكر بهذه الطريقة يل يستغفر الله تعالى مما جنى ويسأله الإقالة ليلقى الحق مبيض الوجه في القيامة فلا يكون سببا لضلال إحداث الأطباء بما يودع نفوسهم من مثالب القدماء فيثبتهم عن قراءة كتب الصناعة فيؤدي ذلك إلى هلاك المرضى ومن هذا الفصل أنني حضرت مع تلميذ من تلاميذه الشيخ ظاهر التجمل بادي الذكاء إن صدقت الفراسة فيه بحضرة الأمير الأجل أبي علي بن جلال الدولة بن عضد الدولة فناخسرو أطال الله بقاه ورحم أسلافه وإياه في خامس مرضة عرضت له من حمى نائبة أخذت أربعة أيام ولاء تبدأ ببرد وتقشع بنداوة وقد سقاه ذلك الطبيب دواء مسهلا وهو عازم على فصده من بعد على عادة المصريين في تأخير الفصد بعد الدواء وإطعام المريض القطائف بجلاب في نوب الحمى فسألت الطبيب مستخبرا عن الحمى فقال بلفظة المصريين نعم سيدي عرضت له حمى يوم مركبة من دم وصفراء نائبة أربعة أيام فلما سقيناه الدواء تحلل الدم وبقيت الصفراء ونحن على فصده لنا من الصفراء بمشيئة الله فذهبت ولا أعلم مم أعجب أمن كون حمي يوم تنوب أربعة أيام بعلامات المواظبة أم من كونها من أخلاط مركبة أم من الدواء الذي حلل الدم الغليظ وترك الصفراء اللطيفة وما أشبه تلك الحكاية إلا بما حدثني به الشيخ أبو النصر بن العطار بأنطاكية فإنه ذكر أن طبيبا روميا شارط مريضا به غب خالصة على برئه دراهم معلومة وأخذ في تدبيره بما غلظ المادة فصارت شطر غب بعد ما كانت خالصة فأنكرنا ذلك عليه ورمنا صرفه فقال إني أستحق عليكم نصف الكراء لأن الحمى قد ذهب نصفها وظن من جهة التسمية أن الشطر قد ذهب من الحمى ولا زال يسألنا عما كانت فنقول غبا وعما هي الآن فنقول شطرا فيظلم ويقول ولم منعتموني نصف القبالة. بإكرام العلماء ومنها التظاهر بكفر النعمة وجحود الصنيعة لمن لولاه لما فهم أحد ولا فهم الشيخ من الطب لفظة واحدة ومنها أن المعلم أب روحاني وما كنت أحب للشيخ التظاهر بعقوق الآباء بل أن يجريه أقل الأجسام مجرى سيده عليه رحمة الله ومنها أنه قل من تعرض لمن قدمه الله تعالى إلا وحرم التوفيق ووقع من التعذير في بحر عريض عميق ولهذا قال أفلاطون لا تعادوا الدول المقبلة فتدبروا بإقبالها وهذا القسم إذا تفطن الشيخ فيه علم نصحي له فلا يثقل عليه إذا كان الدواء إذا لنحت غايته عذبت مرارته والعرب تقول مبكياتك ولا مضحكاتك وأخوك من نصحك وكثير ما ينتفع الإنسان بأعدائه وبحسب هذه المعددة يجب على الشيخ الرجوع عما ثلب به أئمة الصناعة ولا يصر على الفكر بهذه الطريقة يل يستغفر الله تعالى مما جنى ويسأله الإقالة ليلقى الحق مبيض الوجه في القيامة فلا يكون سببا لضلال إحداث الأطباء بما يودع نفوسهم من مثالب القدماء فيثبتهم عن قراءة كتب الصناعة فيؤدي ذلك إلى هلاك المرضى ومن هذا الفصل أنني حضرت مع تلميذ من تلاميذه الشيخ ظاهر التجمل بادي الذكاء إن صدقت الفراسة فيه بحضرة الأمير الأجل أبي علي بن جلال الدولة بن عضد الدولة فناخسرو أطال الله بقاه ورحم أسلافه وإياه في خامس مرضة عرضت له من حمى نائبة أخذت أربعة أيام ولاء تبدأ ببرد وتقشع بنداوة وقد سقاه ذلك الطبيب دواء مسهلا وهو عازم على فصده من بعد على عادة المصريين في تأخير الفصد بعد الدواء وإطعام المريض القطائف بجلاب في نوب الحمى فسألت الطبيب مستخبرا عن الحمى فقال بلفظة المصريين نعم سيدي عرضت له حمى يوم مركبة من دم وصفراء نائبة أربعة أيام فلما سقيناه الدواء تحلل الدم وبقيت الصفراء ونحن على فصده لنا من الصفراء بمشيئة الله فذهبت ولا أعلم مم أعجب أمن كون حمي يوم تنوب أربعة أيام بعلامات المواظبة أم من كونها من أخلاط مركبة أم من الدواء الذي حلل الدم الغليظ وترك الصفراء اللطيفة وما أشبه تلك الحكاية إلا بما حدثني به الشيخ أبو النصر بن العطار بأنطاكية فإنه ذكر أن طبيبا روميا شارط مريضا به غب خالصة على برئه دراهم معلومة وأخذ في تدبيره بما غلظ المادة فصارت شطر غب بعد ما كانت خالصة فأنكرنا ذلك عليه ورمنا صرفه فقال إني أستحق عليكم نصف الكراء لأن الحمى قد ذهب نصفها وظن من جهة التسمية أن الشطر قد ذهب من الحمى ولا زال يسألنا عما كانت فنقول غبا وعما هي الآن فنقول شطرا فيظلم ويقول ولم منعتموني نصف القبالة.

Page 229