222

Akhbār al-ʿulamāʾ bi-akhbār al-ḥukamāʾ

اخبار العلماء بأخبار الحكماء

Editor

إبراهيم شمس الدين

Publisher

دار الكتب العلمية، بيروت - لبنان

Edition

الأولى 1426 هـ - 2005 م

Regions
Syria

الإرادية والشرايين آلة لجريان الروح والقوى الحيوانية والأوردة آلة لجريان الدم والقوى الطبيعية والتعديد والقسمة الصحيحة هي التي قسمها أرسطوطاليس إلى البسيطة والمركبة والمتشابهة وغير المتشابهة لم يجز لنا أن نتسرع إلى الرد عليه لأنا إذا نظرنا أدانا النظر إلى أنه فعل ذلك لأن شأنه أن يشتق للأمراض أسماء منها لأن الأعضاء المتشابهة تمرض أمراضا بسيطة ومركبة والدليل على أنه لم يخف عليه أن العرق آلة لجريان الدم عدد السدة في الأمراض الآلية وإذا رأينا أرسطوطاليس يبين في كتاب السماء أن طبيعة الكواكب خامسة وأنها غير كائنة ولا فاسدة ورأيناه في كتاب الحيوان يظهر من قوله أن طبيعة المر من الاسطقسات الأربعة لم يجز أن تتسرع وتقول أنه ناقض نفسه أو نسي رأيه ومذهبه وكذلك إذا رأيناه يتكلم في بقاء العقل الهيولاني كلاما يناقض كلامه فيما بعد الطبيعة وجب علينا أن نعلم أن فعله بوجهين اثنين لا ينظر واحد لأنه هو الذي علمنا شروط النقيض وإذا رأينا أرسطوطاليس يعتقد في الريح أنها حارة يابسة ثم يأخذ في قسمتها إلى الحارة والباردة وجب علينا أن نعلم أن قسمته بحسب الجهات والنواحي وإن كانت مادتها حارة يابسة إلا أنها إذا هبت من الطريقة المحترقة وأوردت هذا لأنه بلغني أن في نفسه من هذه المسألة شبهة فآثرت زوالها وما يجب لنا ولا يبلغ قدرتنا إذا رأينا أرسطوطاليس يعطينا قانونا في النتيجة ويقول أنها تتبع في الكم الصغرى وفي الكيف الكبرى ثم نراه ينتج الضرب الذي من كبرى ضرورية وصغرى ممكنة نتيجة ممكنة أن نسيء الظن به ونقول أنه نقض قانونه وخالف رأيه وجعل النتيجة غير المطلب وأوردها تتبع في الكيف الصغرى لكنا تبحث فإنا نعلم حسن هذا الفعل منه ومن هذا الفصل فيما ظن الشيخ بأناس يجرون في العالم مجرى الأنجم الزهر أبصارنا عند بصائرهم تجري مجرى الخفاش عند عيون العقبان في ضوء النهار لا سيما المؤيد حنين بن إسحاق الذي منح الله البشر علوم القدماء على يده فالعقول في ضيافته إلى اليوم يمتارون من فضله ويعيشون في بره ويحسب هذا لم أوثر للشيخ أن يدفع العيان ويخرق ويكذب بما شهدت به الأذهان وصدق به البرهان من فضله ونور مطارح شعاعه ففي فعله هذا نخاز كثيرة منها نقض ميثاق بقراط صاحب الصناعة الذي عهده إلى الأطباء ووصى

فيه بإكرام العلماء ومنها التظاهر بكفر النعمة وجحود الصنيعة لمن لولاه لما فهم أحد ولا فهم الشيخ من الطب لفظة واحدة ومنها أن المعلم أب روحاني وما كنت

Page 228