فهذا جماع أحكام الإعراب؛ ولقد تتبعت أبواب النحو بابا بابا، واعتبرتها بهذا الأصل القريب اليسير، فصح أمره، واطرد فيها حكمه.
ثم زدت في تتبع هذا الأصل، فتجاوزت حركات الإعراب، ودرست التنوين على أنه منبئ عن معنى في الكلام، فصح لي الحكم واستقام، وبدلت قواعد «ما لا ينصرف»، ووضعت للباب أصولا أيسر وأنفذ في العربية مما رسم النحاة للباب، ولا أؤجل عنك إجمال هذه الأصول أيضا: (1)
إن التنوين علم التنكير. (2)
لك في كل علم ألا تنونه، وإنما تلحقه التنوين إذا كان فيه حظ من التنكير. (3)
لا تحرم الصفة التنوين حتى يكون لها حظ من التعريف.
والبحث الذي أقدمه إليك الآن، هو شرح موجز لهذه الفكرة، ودرس لها في أبواب النحو المختلفة، وبيان لما رأينا من الأدلة لتأييدها.
وكنت أريد أن أشكر لصديقي الدكتور طه حسين، وأذكر فضله في إتمام البحث وإخراج الكتاب؛ ولكنه آثر أن يقدم الكتاب، وانزلق إلى الثناء على صاحبه، فأجررت أن أتكلم.
وحق علي أن أشكر تلاميذي الذين عاونوني في شيء من المباحث، وإن لم أملك الآن أن أسميهم وأعمالهم.
وأحمد الله حمدا ملؤه التوحيد والتمجيد والشكر.
حد النحو كما رسمه النحاة
Unknown page