257

Ihtiras

الاحتراس عن نار النبراس المجلد الأول

Genres

والآخر: لا يندفع إلا بنصب الإمام، أما إذا قلنا: أنه -أي المحمول المذكور مجرد دفع ضرر النفس والمعنى أن الإمامة دفع ضرر عن النفس فلا يرو عذا النظر، وقد يقال: أنه -أي الرازي- ما أردا أن ما ذكره قياس منتج على صورته الظاهرة بل أراد أنه ينتظم منه قياس ...... إذا اعتبره العارف بذلك كما فعل الشارحال الكاتبي، وهذا كله وإن كان لا يخلو عن فائدة إلا أنه ليس مقصودا لنا في نفسه إنما المقصود عنا هو أن الفاضل المدقق صاحب تلخيص هذا الكتاب أعني المحصل اعترض على الرازي في هذا الكلام اعتراضا لا محيص عنه، فقال ما... الصغرى من باب الحسن والقبح وليس من مذهبهم، والكبرى أوضح من الغرى في ذلك أي أنها مبنية على محض الحسن والقبح عقلا، قال: ولا حاجة إلى التعرض للاجماع، انتهى,

ويعلم من هذا خبط المعترض وأمثاله أو تلبيسهم في ادخالهم للثواب والعقاب آجلا في محل النزاع الواقع في الحسن والقبح عقلا لوجهين:

أحدهما: أنه لو كان الثواب والعقاب آجلا داخلين في ذكل المعنى المتناع فيه لما قال هذا المدقق أن كلتى المقدمتين من باب الحسن والقبح العقليين، فإنه أردا أن كون الشيء ضررا أو نفعا أو فسادا أو صلاحا مع قطع النظر عن الشرع إنما يتفرع على اثبات [131] الحسن والقبح عقلا لا على نفيهما، فعلم بهذا أن الصغرى من باب الحسن والقبح عقلا وهو واضح.

Page 283