وصعقت عندما سمعت كلام الطبيب، وقلت وأنا لا أدري دلالة ما أقول: أنت، أنت لم تخبرني بهذا.
وقال الطبيب: أخبرك؟ ولماذا أخبرك؟!
وجعلت أهرول في مسح صديقي، وأكرر له القول: أنت حي، استيقظ، هذا هو الميعاد، استيقظ أرجوك، أرجوك.
وتحرك جفناه، ولعبت شفتاه، وفرحت، ووضعت أذني على شفتيه، وسمعته يقول بصوت خافت: أنا في راحة كبرى، الموت لذيذ، قلبي لا يؤلمني الآن، أنا ميت، أنا ميت.
ثم أطبق شفتيه وصمت، وعدت أنا في هرولة جنونية أصيح وأصرخ: اصح، اصح لأجلي، نحن صديقان.
ولكن كل هذا كان عبثا؛ لأن حقيقة ما حدث أن قلبه المريض، الذي كنت أجهله عندما نومته، كان يؤلمه، وكانت تنتابه نوبات همود تشبه أو تقارب ما أحدثته له أنا بالتنويم، فلما وصل القلب إلى الوقوف بالتنويم رفض، أو عجز، عن قوته.
ومضى على هذا الحادث ثلاث سنوات، ولا يكاد يمضي علي يوم حتى أتساءل: هل أنا قتلته؟
الفصل الثاني والعشرون
قصة السبعة الكبار
وأنا أميل بثقافتي العلمية إلى الشك، هذا الشك العلمي الذي أوصانا به «ديكارت» الفرنسي ...
Unknown page