220

المسألة السابعة والعشرون ((في إمامة علي عليه الصلاة)

والسلام))

وينبغي ذكر مقدمة قبل ذلك تشتمل على ماهية الإمامة ودليلها وما يتعلق بذلك.

فنقول: الإمامة في أصل اللغة الاقتداء والإمام هو المقتدى به قال الله تعالى{واجعلنا للمتقين إماما}(الفرقان:74) وقال تعالى{يوم ندعوا كل أناس بإمامهم}(الإسراء:71) وحقيقتها في الاصطلاح: رئاسة عامة لشخص من الأشخاص في أمور الدين والدنيا المتعلقة بالسياسة على حد لا يكون فوق يده يد، فقولنا رئاسة عامة لنحترز بذلك عن الرئاسة الخاصة كرئاسة الرجل على أهل بيته ورئاسة الولاة والقضاة ونحوهم، وقولنا لشخص واحد من الأشخاص احتراز من النبوءة فإنه يصح ثبوتها في وقت واحد لأكثر من شخص واحد بخلاف الإمامة فإنها لا تثبت في وقت واحد لأكثر من شخص واحد عند بعض أهل المذهب وهو مذهب المعتزلة والأشعرية والخوارج خلافا للكرامية وبعض الزيدية منهم الناصر عليه السلام وهو أحد قولي المؤيد بالله ورجحه الإمام يحي وهو مذهب الجاحظ وعباد من المعتزلة كما كان الهادي والناصر عليهما السلام في وقت واحد وكان الناصر يقول من كان في ناحيتنا أجاب دعوتنا ومن كان في ناحية الهادي أجاب دعوته، وكثير من أهل البيت يقول لم تثبت إمامة الناصر إلا بعد موت الهادي عليه السلام.

Page 260