Idah Fi Sharh Misbah
كتاب الإيضاح في شرح المصباح
Genres
قلنا: المعنى هم خالدون في النار مدة القيامة إلا مدة وقوفهم في المحشر للقطع بالوقوف فيه للحساب كما في الاستثناء في حق أهل الجنة في قوله تعالى{إلا ما شاء ربك عطاء غير مجذوذ}(هود:108) إذ لا خلاف في ذلك أن المراد بالاستثناء قبل دخول الجنة والفرق تحكم.
قالوا: قد روي عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال(شفاعتي لأهل الكبائر من
أمتي).
قلنا: يجب طرحه لمصادمته البراهين المتقدمة السمعية والعقلية ولمعارضته بصحيح من الأخبار وهو ما روى الحسن البصري عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال(ليست شفاعتي لأهل الكبائر من أمتي) ثم لو صح الخبر ولم يكن فيه هذه الزيادة فإنه من (أخبار الآحاد) التي لا توصل إلى العلم ومسئلتنا هذه يجب أن يؤخذ فيها بالأدلة الموصلة إلى العلم لأنها من أصول الدين التي يجب على كل مكلف العلم بها ولا يجوز له الاقتصار فيها على التقليد، ولأنه يمكن تأويل الخبر على ما يوافق الآيات التي نفت الشفاعة عن كل ظالم.
فنقول: إن شفاعته لأهل الكبائر من أمته إذا تابوا وتكون فائدة تخصيصه لهم بالذكر وإن كانت شفاعته (صلى الله عليه وآله وسلم) للتائب وسائر المسلمين أن لا يتوهم متوهم أنه لاحظ لهم في شفاعته صلى الله عليه وآله وسلم وإن تابوا فأزال هذا التوهم ولأن الشفاعة في حق التائبين أوقع ونفعها أعظم لأنهم قد كانوا أحبطوا ما استحقوا من الثواب فصاروا في أعداد الفقراء والإحسان للفقير ليس كالإحسان إلى الغني مع اشتراكهما في أن الإحسان منفعة وهذا على القول الصحيح، خلافا لمن يقول إن بالتوبة يعود ثواب الطاعة المتقدمة، ولمن يقول إن التوبة تسقط العقوبة لكثرة ثوابها لا بمجردها.
Page 249