Iclam Bima Fi Din Nasara
الإعلام بما في دين النصارى من الفساد والأوهام وإظهار محاسن الإسلام
Investigator
د. أحمد حجازي السقا
Publisher
دار التراث العربي
Publisher Location
القاهرة
كَلَام الله بِكَلَام غَيره وأجريتموها فِي نسق وَاحِد وزدتم على كَلَام الله وَلم تشعروا بذلك بل نسبتم كل ذَلِك إِلَى أَن الله أنزلهُ
وَإِذا جَازَ زِيَادَة مثل هَذَا وَلم يتحرز مِنْهُ جَازَ أَن يكون كل حِكَايَة فِيهَا لَا يَصح نسبتها إِلَى الله زَائِدَة وَلَا سِيمَا الحكايات الرَّكِيكَة الَّتِي تحكى فِيهَا عَن الْأَنْبِيَاء الَّتِي لَا يَلِيق ذكرهَا بسفلة النَّاس وغالب الظَّن وَلَا يعلم الْغَيْب إِلَى الله تَعَالَى أَن السّفر الأول الَّذِي هُوَ سفر البدء والأنساب مِمَّا زيد على كَلَام الله تَعَالَى وَلم يشعروا بِزِيَادَتِهِ
وَمِمَّا يدل أَيْضا على هَذَا الْمَعْنى أَن كثيرا مِمَّا يَجِيء فِيهَا وكلم الرب مُوسَى وَقَالَ لَهُ اقبض حِسَاب بني جرشون وكلم الرب مُوسَى وَقَالَ لَهُ كلم بني إِسْرَائِيل وَمثل هَذَا كثير
وَهَذَا يدلك أَنه لَيْسَ مِمَّا قَالَه الرب جلّ ذكره لمُوسَى وَلَا مِمَّا قَالَه مُوسَى لَهُم أَعنِي لفظ وكلم الرب مُوسَى وَقَالَ لَهُ وَمَا أشبهه من لفظ الحكايه عَنهُ وانما هُوَ شَيْء حكى عَنهُ بعد انقراضه وأضيف الى كَلَام الله ثمَّ لَا يعْرفُونَ من الحاكي وَإِذا جَازَ مثل هَذَا وَلَا يَشْعُرُونَ بِهِ جَازَ أَن يكون أَكْثَرهَا مغيرا ومبدلا وَلَيْسَ من كَلَام الله وَلَا من كَلَام مُوسَى وَلَا يَشْعُرُونَ بِهِ وَمن وقف عَلَيْهَا متتبعا لهَذَا الْمَعْنى قطع بِأَنَّهَا زيد فِيهَا مَا لَيْسَ مِنْهَا
وَعند إنكشاف الْغُبَار تتبين أَفرس تَحْتك أم حمَار مَاء وَلَا كصدى ومرعى وَلَا كالسعدان
وَلَقَد حفظ الله الْقُرْآن الْعَظِيم فَقَالَ تَعَالَى ﴿إِنَّا نَحن نزلنَا الذّكر وَإِنَّا لَهُ لحافظون﴾ وَلذَلِك كره عُلَمَاؤُنَا ﵃ كتب التفاسير وَأَسْمَاء السُّور فِي الْمُصحف وَإِن كَانَت بِخَط آخر ولون آخر وَقد اتَّفقُوا فِيمَا أَحسب على أَنه لَا يجوز كتب فواتح السُّور يعْنى أسماءها بِخَط الْمُصحف وبلون مداه لِئَلَّا يخْتَلط بِهِ مَا لَيْسَ مِنْهُ فالحمدلله الَّذِي هدَانَا لهَذَا الدّين القويم والمنهج الْمُسْتَقيم
1 / 189