Al-Iʿlām bi-man fī tārīkh al-Hind min al-aʿlām al-musammā bi (Nuzhat al-Khawāṭir wa-Bahjat al-Masāmiʿ wa-al-Nawāẓir)
الإعلام بمن في تاريخ الهند من الأعلام المسمى ب (نزهة الخواطر وبهجة المسامع والنواظر)
Edition
الأولى،١٤٢٠ هـ
Publication Year
١٩٩٩م
Regions
India
فيروز
شاه سنة ثمانمائة فاستقل بها زمانًا.
الشيخ محمد بن القاسم الأودي
الشيخ الصالح الفقيه محمد بن القاسم بن برهان الدين الأودي أحد المشايخ المشهورين،
أخذ الطريقة الجشتية عن والده عن الشيخ فتح الله البدايوني عن الشيخ أحمد بن الشهاب
الدهلوي، وأخذ الطريقة المدارية والسهروردية عن الشيخ بدهن- بضم الموحدة وتشديد
الدال- عن الشيخ أجمل بن أمجد الحسيني البهرائجي.
قال المندوي في كلزار أبرار: إنه أخذ الطريقة الجشتية عن والده وعن الشيخ سعد الدين
الأودي كلاهما عن الشيخ فتح الله المذكور وإنه أخذ عن الشيخ فتح الله أيضًا بلا واسطة
واستفاض منه فيوضًا كثيرة، انتهى، له آداب السالكين كتاب مفيد في السلوك، مات يوم
الخميس السادس عشر من محرم الحرام سنة ست وتسعين وثمانمائة في أيام اسكندر ابن
بهلول الدهلوي وقبره بمدينة أوده، كما في مسالك السالكين.
الشيخ محمد بن قطب اللكهنوي
الشيخ الصالح الكبير محمد بن قطب الدين بن عثمان الصديقي اللكهنوي المشهور بالشيخ
مينا، ولد ونشأ بمدينة لكهنو في مهد الشيخ قوام الدين العباسي، وقرأ شرح الوقاية والهداية
في الفقه الحنفي على القاضي فريد، ولما كان الشيخ قوام الدين المذكور مات قبل أن يترعرع
محمد لبس الخرقة من الشيخ سارنك أحد أصحاب الشيخ قوام الدين وقرأ عوارف
المعارف على الشيخ محمد بن أبي البقاء اللكهنوي كما في أخبار الأخيار في ترجمة
صاحبه الشيخ سعد الدين الخير آبادي، وحيث كان جبله الله سبحانه على الخير وجمع
فيه من الزهد والقناعة والاستغناء انقطع إلى الزهد والعبادة ووصل درجة لم يصل إليها
أحد من المشايخ في عصره ومصره.
قال الكوباموي في الفوائد السعدية: إنه اشتغل برياضات شاقة قلما يحتملها الإنسان كأنه
أفنى قواه في ذلك، كان ﵀ يصوم صوم الطي، ويقوم الليل كله لا يغمض عينه، ولا
يتوسد ولا يتوكأ ولا يستريح على الفرش والبسائط لئلا يطرقه النوم، وكان يبل المنديل
والقلنسوة في الماء البارد فيضعها على رأسه في الشتاء وإذا ارتاح بالماء المسخن في ليلة
شاتية قام واغتسل بالماء البارد هضمًا لنفسه، وكان يحيي ليله بالذكر والمراقبة ويداوم على
الوضوء وكان يجلس في الأربعين فإذا شارف الإتمام أفطر بصديق أو ضيف، ثم استأنف
الأربعين وهكذا يفعل مرة بعد مرة، ولا يظهر ذلك لأحد ولا يذكر لهم أنه صائم، وكان إذا
آذاه أحد يقبل إليه بشوشًا طيب النفس لا يطعن عليه ولا يلعنه ولا يذكره إلا بالخير وربما
كان ينشد هذين البيتين:
هر كه ما را يار نبود ايزد او را يار باد هر كه ما را رنج داده راحتش بسيار باد
هر كه اندر راه ما خاري نهد از دشمني هر كلي كز باغ عمرش بشكفد بي خار باد
قال الشيخ سعد الدين الخير آبادي في بعض رسائله إني صحبته عشرين سنة فلم أره إلا
مستقبل القبلة كأنه قاعد في الصلاة، ما رأيت قدميه ممتدتين أو منتصبتين أبدًا في هذه المدة
الطويلة، وما رأيته واضعًا نعليه قبل القبلة أبدًا ولا خالعًا قدميه من نعليه مستقبلًا للقبلة،
وما رأيته مستدعيًا شيئًا للأكل ولا لابسًا ثوبًا من رغبته، انتهى.
ومن أقواله
دم توحيد كسي را زيبد كه از زبان وي تلخ وشيرين نخيزد، ومنها: از مرد هوا برست
خدا برستي نشود، وخود برستي در كوجه خدا برستي نرود، ومنها: مرد بايد كه يك
جهت ويك همت ويك قبله شود، هر جه از دوست باز دارد خواه نيك خواه بد ازان
اجتناب نمايد، ومنها: درويش جون مقبول حق ميكردد زبانش ناودان حكمت ميشود،
انتهى.
توفي لسبع بقين من ذي القعدة سنة أربع وسبعين- وقيل: أربع وثمانين، وقيل: ثمان وثمانين-
وثمانمائة، وقبره مشهور ظاهر بمدينة لكهنؤ يزار ويتبرك به.
3 / 275