111

Ibn Taymiyya: Ḥayātuhu wa-ʿaṣruhu, ʾĀrāʾuhu wa-fiqhuhu

ابن تيمية: حياته وعصره، آراؤه وفقهه

Publisher

دار الفكر العربي

- وتوسط الترجمان بينهما - نجد أن قازان يحس بهيبته وقوة نفسه، فيقول لحاشيته، إني لم أرَ مثله، ولا أثبت قلباً منه، ولا أوقع من حديثه في قلبي، ولا رأيتني أعظم انقياداً لأحد منه.

١١٧- والهيبة الشخصية منحة من الله سبحانه يمنحها لبعض خلقه فيكون في الشخص قوة روح، وقوة شخص، وتنبعث منه قدرة على التأثير في نفوس سامعيه، ويكون لكلامه روعة ولنظراته نفاذ إلى النفس، وقد يفقد الشخص حريته بين يديه من غير سلطان قاهر، ولا قوة مادية مجبرة ملزمة، بل الإلزام ينبعث من النفس: وقد آتى الله ابن تيمية تلك القوة الروحية؛ وقد يكون من أسبابها صفاته التي ذكرناها؛ ومقدرته التي بيناها؛ ولكن ليست هذه الصفات وحدها مكونة لها؛ بل لابد من العطاء الإلهي، والمنحة الربانية، وإن قادة الأفكار التي يوجهون الناس توجيهاً فكرياً يكونون من آتاهم الله تلك الموهبة، فيسيرون بها الناس طائعين مأخوذين بروعة القائد، مشدوهين بعظمة نفسه، فيلقون معه الحتوف راضين، وله في خلقه شؤون.

110