Ibn Taymiyya ḥayātuh ʿaqāʾiduh
ابن تيمية حياته عقائده
Genres
كل هذه عوامل قد تاثر بها الشيخ ابن تيميه تاثرا ايجابيا، الا واحده منها، وهى تلك الهزيمه المولمه امام الاجتياح التترى، فقد كان تاثره بها سلبيا، فنشا ناقما عليهم محبالمهاجمتهم ومطاردتهم محرضا على ذلك بكل ما يملك من وسائل حتى شارك بنفسه في قتالهم. فلا شك ان الرعب والهزيمه قد يخلقان في المرء الميل الى الانتقام.
اما العوامل الاخرى فقد وجدت لها بين جنبيه مستقرا تجمعت فيه وتكاملت حتى برزت في سلوكه بروزا قل نظيره، فنشا الرجل حادا في ذكائه، حادا في احاسيسه، حادا في مزاجه، مسارعا الى العنف في مواجهه خصومه ومهاجمه افكارهم، يرى ان الزعامه الدينيه طبع فيه لاينبغى ان ينازعه عليها احد، بل لا ينبغى لاحد ان يشك في زعامته!.
هاجم المذاهب الفقهيه والكلاميه، وهاجم الفرق والعلماء، وهاجم المواقع التى يرتادها الصوفيه فخربها يتبعه مويدوه من الشباب المتسارعين الى مثل هذا، وبقى مده من الزمن يستدعى افرادا فيعاقبهم بيده على مخالفه بعض السنن، وحارب المخالفين في جبال سوريه بالسيف وغزاهم مع الجيش واباح للجيش تخريب بساتينهم وهدم منازلهم واجلائهم من اراضيهم.
انه لا بد ان يهاجم، وقد شغف بمهاجمه الفرق الاسلاميه وعلماء المسلمين، وكان معهم على الدوام حاد اللسان، جارح العباره، يهاجم ويكذب خصمه، ويطعنه دون ادنى تردد حتى لم يترك احدا خاصمه الا ويصفه بالضلال او الكذب والافتراء، او الجهل، او تقليد اليهود والنصارى، او اتباع الفراعنه والهنود واليونان! ولا فرق في ذلك بين خصم يناظره وجها لوجه، وآخر يرد عليه في كتاب او خطاب، وآخر قد مات منذ عهد طويل..
انه لا يوفق للصواب من يتنكر لتاثير البيئه والوراثه في صناعه هذه السجايا.
Page 242