ليستجلوا خبر غدرهم أورده ابن إسحاق بدون إسناد (^١). وقد ثبت في الصحيحين أن النبي ﷺ أرسل أيضًا الزبير بن العوام للمهمة نفسها (^٢).
٤ - وقد تسبب نقض بني قريظة العهد إلى اشتداد الأمر على المسلمين وضيق الحال بهم، فأصبحوا محاصَرين بالأعداء من فوقهم (بنو قريظة)، ومن أسفل منهم (جيش المشركين)، وأصبح الحال عندها كما وصف الله تعالى: ﴿هُنَالِكَ ابْتُلِيَ الْمُؤْمِنُونَ وَزُلْزِلُوا زِلْزَالا شَدِيدًا﴾ [الأحزاب: ١١].
إن هذه مكيدة لا تعرفها العرب:
قال المصنف: «ولبثَ المشركونَ محاصرينَ رسُولَ الله ﷺ شهرًا، ولم يكن بينهم قتالٌ لأجلِ ما حالَ الله به من الخندقِ بينه وبينهم، إلا أن فوارسَ من قريشٍ منهم عمرو بن عبد وُدّ العامري وجماعةٌ معه أقبلوا نحو الخندقِ، فلما وقفوا عليه قالوا: إن هذه لمكيدةٌ ما كانت العربُ تعرفُها.
ثم يمموا مكانًا ضيقًا من الخندقِ فاقتحموه وجازوه، وجالتْ بهم خيلُهم في السبخةِ بين الخندقِ وسَلْعٍ ودعوا للبِرَازِ. فانتدبَ لعمرو بنِ عبدِ ودّ عليُّ بن أبي طالب ﵁ فبارزه فقتله الله على يديه. وكان عمرٌو لا يُجَارى في الجاهلية شجاعةً، وكان شيخًا قد جاوز المائة يومئذٍ، وأما الباقون فينطلقون راجعينَ إلى قومِهم من حيث جاؤوا.
وكان هذا أولُ ما فتحَ الله به من خِذلانهم. وكان شعارُ المسلمين تلك الغزوة: حم لا ينصرون».
(^١) سيرة ابن هشام ٢/ ٢٢١.
(^٢) صحيح البخاري «٤١١٣»، صحيح مسلم «٢٤١٥».