182

Ḥuṣūl al-maʾmūl bi-sharḥ mukhtaṣar al-fuṣūl fī sīrat al-Rasūl ṣallā Allāh ʿalayhi wa-sallam

حصول المأمول بشرح مختصر الفصول في سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم

Publisher

نادي المدينة المنورة الأدبي

Edition Number

الأولى

Publication Year

١٤٤٠ هـ - ٢٠١٩ م

Genres

وبَعَث رسُولُ الله ﷺ السعدين: ابنَ معاذ وابنَ عبادة وخَوَّاتَ بن جُبير وعبدَ الله بن رَواحة، ليعرفوا له هل نقضَ بنو قريظة العهدَ أو لا؟ فلما قربوا منهم وجدوهم مُجاهرين بالعداوةِ والغدرِ، فتسابُّوا ونالَ اليهودُ ــ عليهم لعائن الله ــ من رسُولِ الله ﷺ، فسبَّهم سعدُ بن معاذ، وانصرفوا عنهم.
وقد أمرهم ﷺ إن كانوا نقضُوا أن لا يفتُّوا بذلك في أعضاد المسلمين (^١)، لئلا يورث وهنًا، وأن يَلحنوا إليه لحنًا ــ أي لغزًا ــ فلمَّا قدموا عليه، قال: ما وراءكم؟ قالوا: عَضَلٌ والقارَّة، يعنون غدرهم بأصحابِ الرَّجيعِ، فعظُم ذلك على المسلمينَ، واشتدّ الأمرُ، وعظُم الخطرُ، وكانوا كما قال الله تعالى: ﴿هُنَالِكَ ابْتُلِيَ الْمُؤْمِنُونَ وَزُلْزِلُوا زِلْزَالا شَدِيدًا﴾ [الأحزاب: ١١]».
الكلام عليه من وجوه:
١ ــ جَعْلُ المسلمين ظهورهم إلى جبل سَلْع، هذا كان من ضمن خطتهم بحيث تكون وجوههم مقابلة للعدو المتمركز خلف الخندق. وكذلك وضع النساء والذراري في آطامها، وكله ذكره ابن إسحاق بدون إسناد (^٢).
٢ ــ ومجيئ حُيي بن أخطب إلى كعب بن أسد وإقناعه بنقض العهد مع المسلمين ذكره ابن إسحاق وموسى بن عقبة بدون إسناد، والقدر الثابت في الأحاديث هو غدر بني قُريظة (^٣).
٣ ــ وإرساله ﷺ سعد بن معاذ وسعد بن عبادة ومن معهما إلى بني قريظة

(^١) أعضاد المسلمين: قوتهم.
(^٢) سيرة ابن هشام ٢/ ٢٢٠.
(^٣) السيرة النبوية للعُمري ٢/ ٤٢٨.

1 / 202