وروى ابن أبي حاتم عن مالك بن دينار -كأنه عن بعض الكتب- قال: جنات النعيم بين جنان الفردوس، وبين جنان عدن، وفيها جَوارٍ خُلِقن من ورد الجنة، قيل: ومن يسكنها؟ قال: الذين همُّوا بالمعاصي فلمَّا ذكروا عظمتي راقبوني، والذين انثنت أصلابهم من خشيتي (١).
ويجمع بين هذا وبين حديث أبي أمامة وأنس: بأن جمهور الحور خلقن من الزعفران، ومنهن من خلقن من مسك، أو كافور، أو ورد، فاقتصر النبي ﷺ على ذكر الغالب.
- ومن أخلاق الملائكة ﵈:
١١ - محبة مجالس الذكر، وإقبالهم عليها، وحنينهم إليها، وحفهم بها، ومساعدتهم لأهلها في الذكر، وتكثير سوادهم
روى مسلم، والترمذي، وابن ماجه عن أبي هريرة، وأبي سعيد الخدري رضي الله تعالى عنهما: أنهما شهدا على رسول الله ﷺ أنه قال: "لا يَقْعُدُ قَوْمٌ يَذْكُرُوْنَ الله تَعَالَىْ إِلاَّ حَفَّتْهُمُ الْمَلائِكَةُ، وَغَشِيتهُمُ الرَّحْمَةُ، وَنزَلَتْ عَلَيْهِمُ السَّكِيْنَةُ، وَذَكَرَهُمُ اللهُ فِيْمَنْ عِنْدَه" (٢).
وروى الشيخان، والترمذي، والنسائي، وغيرهم عن أبي هريرة ﵁ قال: قال رسول الله ﷺ: "إِنَّ لِلَّهِ مَلائِكَةً سَيَّاحِيْنَ فِيْ الأَرْضِ فُضُلًا (٣)
(١) رواه ابن أبي حاتم في "التفسير" (٤/ ١١٧٠).
(٢) رواه مسلم (٢٧٠٠)، والترمذي (٢٩٤٥)، وابن ماجه (٣٧٩١).
(٣) فضلًا: بضم الفاء والضاد، ويروى بسكون الضاد؛ أي: زيادة على الملائكة.