286

Husn Tanabbuh

حسن التنبه لما ورد في التشبه

Investigator

لجنة مختصة من المحققين بإشراف نور الدين طالب

Publisher

دار النوادر

Edition Number

الأولى

Publication Year

١٤٣٢ هـ - ٢٠١١ م

Publisher Location

سوريا

Genres

بَيْنَهُمْ أَنْ يَقُولُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ﴾ [النور: ٥١].
فالسمع والطَّاعة هما سبب الفلاح، وهو وصف المؤمنين الذين هم المفلحون، كما قال تعالى: ﴿آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ وَقَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ﴾ [البقرة: ٢٨٥].
وقال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا﴾؛ أي: بترك معاصيه، ﴿وَابْتَغُوا إِلَيْهِ الْوَسِيلَةَ﴾؛ وهي لزوم الطَّاعة، ﴿وَجَاهِدُوا فِي سَبِيلِهِ﴾ وهو شامل لمجاهدة النَّفس ﴿لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ﴾ [المائدة: ٣٥].
وقال تعالى: ﴿لَا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ أُولَئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْإِيمَانَ وَأَيَّدَهُمْ بِرُوحٍ مِنْهُ وَيُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ أُولَئِكَ حِزْبُ اللَّهِ أَلَا إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ﴾ [المجادلة: ٢٢].
وفي هذه الآية إشارةٌ أنَّ الفلاح لا يتمُّ إلا بموالاة المفلحين ومعاداة المبطلين.
روى ابن أبي شيبة، والإمام أحمد عن البراء بن عازب رضي الله تعالى عنه قال: قال رسول الله ﷺ: "أَوْثَقُ عُرَىْ الأيْمانِ الْحُبُّ فِيْ اللهِ، وَالْبُغْضُ فِيْ اللهِ" (١).

(١) رواه ابن أبي شيبة في "المصنف" (٣٤٧٧٠)، والإمام أحمد =

1 / 175