فكرت جولييت أنه بمقدورها أن تتحدث مع سام عن الرسالة الدراسية التي تنوي استئنافها، بالرغم من أنها تدرك أن هذا الأمر يعد مجرد حلم الآن. كان من المعتاد أن تثار تلك الموضوعات بينهما بصورة تلقائية، ولكن الأمر ليس كذلك مع سارة؛ فسارة كانت تقول: «والآن عليك أن تخبريني بما تفعلينه في دراستك.» وتشرع جولييت في إيجاز بعض الأشياء لها، وربما تسألها سارة عن كيفية حفظ كل تلك الأسماء اليونانية. أما سام فكان يعي جيدا ما تتحدث عنه، وكانت تذكر لهم في الجامعة كيف أن والدها شرح لها معنى الثاوماتورجي (أي صناعة المعجزات)؛ وذلك عندما قابلت تلك الكلمة وهي لا تزال في الثانية أو الثالثة عشرة من عمرها، وسألها من حولها إن كان والدها من المدرسين.
كانت تقول: «بالطبع، إنه يدرس للصف السادس.»
اعتراها شعور بأنه ربما يحاول بمهارة أن يقلل من مكانتها. أو ربما ليس بمهارة؛ فقد يستخدم كلمة «غير عملي»، وربما يدعي أنه نسي أشياء لا تستطيع أن تصدق أنه نسيها.
لكن ربما يكون نسيها حقا؛ فحجرات عقله أغلقت، ونوافذها أظلمت؛ فما كان في الداخل كان يحكم هو عليه بأنه غير ذي فائدة، وأنه مخز ومعيب بدرجة لا يستحق معها أن يخرجه إلى النور.
تحدثت جولييت بصورة أكثر حدة مما أرادت. «هل تريد آيرين الزواج؟»
أدهش سام هذا السؤال؛ خاصة بعد أن خرج بتلك اللهجة وبعد فترة كبيرة من الصمت.
قال: «لا أدري.»
وأردف بعد دقيقة: «لا أدري كيف يمكنها أن تفعل.»
قالت جولييت: «اسألها، من المؤكد أنك ترغب في ذلك، أرى ذلك من خلال ما تشعر به حيالها.»
قطعا مسافة ميل أو ميلين تقريبا قبل أن يتحدث. كان من الواضح أنها أساءت إليه.
Unknown page