82

كان سام يسلم المربى بعد الظهيرة لمتاجر بقالة عدة، والقليل من محال الهدايا التي كانت قد طلبت بعضا منها، ودعا جولييت لكي تصحبه. وكان سام قد ذهب إلى متجر الأدوات المنزلية وابتاع مقعد سيارة جديدا للأطفال من أجل بينيلوبي.

قال: «هذا هو الشيء الوحيد الذي لم يكن لدينا في الغرفة العلوية؛ فعندما كنت صغيرة، لم أكن أدري إن كان لديهم مقاعد سيارة للأطفال أم لا، على أي حال لم يكن ذلك يهم كثيرا، فلم يكن لدينا سيارة.»

قالت جولييت: «إنه أنيق للغاية، أتمنى ألا يكون كلفك نقودا كثيرة.»

قال سام وهو يدخلها السيارة: «إنه شيء تافه.»

كانت آيرين في الحقل تلتقط بعض التوت، وقد اعتزمت أن تخصصها لصنع الفطائر. أطلق سام بوق السيارة مرتين ولوح بيديه وهما ينطلقان، وقررت آيرين أن تظهر استجابتها هذه المرة، فرفعت ذراعها تلوح كما لو أنها تهش ذبابة.

قال سام: «إنها شديدة الاعتداد بذاتها، لا أدري كيف كنا سنعيش بدونها، ولكني أتصور أنك ترينها فظة معك.» «إنني بالكاد أعرفها.» «لا، إنها تخافك بشدة.» «بالقطع لا.» وفي محاولة للتفكير في سبب للمديح، أو على الأقل شيء محايد تقوله عنها، راحت تسأل عن الكيفية التي قتل بها زوجها في مزرعة الدواجن. «لست أدري إن كان من النوع الإجرامي أم أنه كان طائشا فحسب. على أي حال فقد دخل إلى المزرعة مع بعض الحمقى الذين كانوا يخططون بدورهم لسرقة بعض الدجاج، وبالطبع دق جرس الإنذار وخرج المزارع وفي يده بندقيته، وسواء أكان ينوي قتله أم لا، فقد فعل ...» «يا إلهي!» «وهكذا، ذهبت آيرين وأصهارها إلى المحكمة، ولكن الرجل أخلي سبيله. بالطبع كان ذلك سيحدث. ومن المؤكد أن الأمر كان قاسيا بالنسبة لها، حتى لو بدا أن الرجل لم يكن بالمكسب الكبير.»

قالت جولييت بالطبع كان الأمر كذلك، وسألته إن كانت آيرين ممن درس لهم في المدرسة. «لا، لا. إنها بالكاد التحقت بالمدرسة، بقدر ما فهمت.»

قال إن عائلتها تعيش في الشمال، في مكان ما بالقرب من هانتسفيل، نعم في مكان ما بالقرب من هناك. وفي يوم من الأيام ذهبوا جميعا إلى المدينة؛ الأب، والأم، والأطفال. أخبرهم الأب أن لديه بعض الأشياء التي عليه أن يتمها، وسيقابلهم بعد فترة وجيزة، وحدد لهم المكان والزمان الذي سيتقابلون فيه. وهكذا راحوا يتجولون وليس معهم أي نقود ينفقونها حتى حان الوقت الذي سيلتقون به، وحينها لم يظهر ثانية. «لم يكن ينوي الظهور. أراد أن يتخلص منهم. فاضطروا للذهاب إلى الشئون الاجتماعية للحصول على المساعدات، وعاشوا في أحد الأكواخ في الريف حيث الحياة زهيدة هناك. وتوفيت أخت آيرين الكبرى، إثر انفجار الزائدة الدودية على ما أذكر، وكانت لهم بمثابة الدعم والسند أكثر من الأم ذاتها. لم يكن هناك من سبيل لنقلها إلى المدينة؛ حيث هبت حينها العواصف الثلجية، ولم يكن لديهم هاتف بالجوار. لم ترغب آيرين في الذهاب إلى المدرسة بعد ذلك؛ لأن أختها كانت تحميها من الطريقة السيئة التي كان يتعامل بها الأطفال الآخرين معها. قد تبدو الآن أنها لا تتأثر بسهولة، لكني أعتقد أنها لم تكن دوما هكذا، وربما لديها المقدرة الآن على إخفاء مشاعرها.

وتعتني أم آيرين الآن بالولد والبنت الصغيرين، لكن تخيلي بعد مرور كل تلك السنوات ظهور الأب، وهو يحاول أن يجعل الأم تعود إليه مرة أخرى، وإذا ما حدث ذلك فآيرين لا تعرف ماذا ستفعل؛ حيث إنها لا تريد لأولادها أن ينشئوا بالقرب منه.

أطفالها لطفاء أيضا، وتعاني البنت الصغيرة من مشكلة الحنك المشقوق، وقد أجرت عملية بالفعل، لكنها بحاجة إلى عملية أخرى فيما بعد. ستكون على ما يرام، لكنه عبء إضافي.»

Unknown page