ضحك قائلا: «نعم، نعم.» وقبل عنقها، ثم أطلق سراحها ودفع الباب الذي أمامها. سارا معا عبر الممر حتى وصلت إلى مكان نومها، وأسندت جسمها على الستارة المنسدلة. استدارت وهي تتوقع أن يقبلها مرة أخرى أو أن يلمسها. بيد أنه انسل بهدوء كما لو أنهما قد اقترب أحدهما من الآخر مصادفة. •••
يا للغباء! يا للصدمة! خائفة بالطبع من أن تمتد يده لأبعد من هذا، وتبلغ العقدة التي صنعتها لتأمين الفوطة الصحية وربطها بالحزام الذي ترتديه. لو كانت من هذا النوع من الفتيات اللاتي يعتمدن على استخدام السدادة القطنية لما ظهرت الحاجة لذلك.
ولم قالت إنها عذراء؟ ألم تستمر فيما حدث في متنزه ويليس بارك حتى وصلت إلى تلك المرحلة الكريهة وقد فعلت هذا لتضمن أن تلك الحالة لن تكون عائقا أمام فعل أي شيء؟ لا بد وأنها كانت تفكر فيما ستقوله له - فهي بالقطع لن تستطيع أن تخبره بأنها في فترة حيضها - وذلك إن أراد أن تتطور الأمور لأكثر من هذا. ولكن كيف له أن ينوي فعل هذا على أي حال؟ كيف؟ وأين؟ في فراشها الصغير هذا؟ في هذه المساحة الضيقة ومع احتمالية أن يكون من حولهما من الركاب لا يزالون مستيقظين؟ أم تراه سيكتفي بالوقوف والتحرك للأمام والخلف، والالتصاق بالباب الذي يمكن لأي شخص أن يأتي ويفتحه ، في تلك المساحة غير المستقرة بين العربات؟
والآن يمكنه أن يخبر أي شخص أنه كان ينصت طوال الليل لفتاة حمقاء تتفاخر طوال الليل بمعلوماتها عن الأساطير اليونانية، وفي نهاية المطاف - وعندما أراد تقبيلها قبلة الوداع في المساء ليتخلص منها - راحت تصرخ بأنها عذراء.
ولكنه لم يبد من ذلك النوع من الرجال الذين يقدمون على فعل هذا، أو يتحدثون بهذا الأسلوب، لكنها لم تستطع أن تمنع نفسها على أي حال من تخيل ذلك.
ظلت مستيقظة طوال الليل، إلا أنها راحت في النوم عندما توقف القطار في ريجينا. •••
عندما أصبحت بمفردها، كان باستطاعتها أن تستكشف جوانب المنزل، لكنها لم تفعل ذلك الشيء. لقد استغرقت عشرين دقيقة - على الأقل - حتى تتمكن من التخلص من وجود إلو. لم تكن خائفة من أن تعود إلو مرة أخرى لكي تطمئن على ما يمكن أن تفعله، أو لكي تأخذ شيئا نسيته. لم تكن إلو من ذلك النوع الذي يمكن أن ينسى شيئا، حتى لو كان هذا في نهاية يوم شاق. ولو كانت اعتقدت أن جولييت يمكن أن تسرق شيئا، لطردتها على الفور بكل بساطة.
ومع هذا، كانت من ذلك النوع من النساء اللواتي يفرضن سطوتهن على المكان، وخاصة هنا في المطبخ. وقد نضح كل شيء رأته جولييت بحوذة إلو؛ بدءا من أصص الزرع (أهي أعشاب؟) على عتبات النوافذ، مرورا بلوح تقطيع الطعام، حتى مشمع الأرضيات اللامع.
وعندما نجحت في إبعاد إلو، ليس خارج الغرفة، وإنما للوراء قليلا بجوار الثلاجة ذات الطراز القديم، راحت جولييت تفكر في كريستا. إيريك لديه امرأة. بالطبع هو على علاقة بامرأة ... كريستا. ورأت جولييت أمامها إلو أخرى، ولكن أصغر سنا وأكثر إثارة؛ فخذان عريضتان، ذراعان قويتان، شعر طويل منسدل - أشقر لا يحوي أي شعيرات بيضاء - صدر بارز للأمام بوضوح أسفل قميص واسع. نفس عدوانية إلو غير أنها بصورة أكثر إثارة في كريستا، نفس أسلوب الاستمتاع في لوك الكلمات قبل التلفظ بها.
طافت بذهنها صورة امرأتين أخريين؛ وهما بريسيس وكرايسيس، وهما رفيقتا آخيل وأجاممنون ، وكانتا توصفان كلاهما بأنهما ذواتا «خدود جميلة». وعندما كان المدرس يقرأ هذه الكلمة (التي لا تتذكرها الآن)، كانت تصطبغ جبهته باللون الوردي، ويبدو وكأنه يكتم ضحكته. ومنذ هذه اللحظة، أصبحت جولييت تحتقره.
Unknown page