209

Hudud and Ta'zir in Ibn al-Qayyim's Thought

الحدود والتعزيرات عند ابن القيم

Publisher

دار العاصمة للنشر والتوزيع

Edition Number

الثانية ١٤١٥ هـ

Genres

ووجه التعريض: أنه قال: (غلامًا أسود) أي وأنا أبيض فكيف يكون مني (١) . وهذا الاستدلال من الشافعي هو عمدة نفاة الحد بالتعريض بالقذف عند الحنفية والحنابلة (٢) . مناقشة ابن القيم للشافعي: قال ابن القيم رحمه الله تعالى (٣): (إن قول الأعرابي (إن امرأتي ولدت غلامًا أسود) فليس فيه ما يدل على القذف لا صريحًا ولا كناية وإنما أخبره بالواقع مستفتيًا عن حكم هذا الولد. أيستلحقه مع مخالفة لونه للونه أم ينفيه؟ فأفتاه النبي ﷺ وقرب له الحكم بالشبه الذي ذكره ليكون أذعن لقبوله وانشراح صدره له. ولا يقبله على إغماض فأين في هذا ما يبطل حد القذف ...) . أدلة ابن القيم: استدل ابن القيم بعد ذلك على وجوب الحد بالتعريض بما يلي: ١- وجود المعرة بالتعريض بالقذف.: يذكر ابن القيم (أن من التعريض بالقذف ما هو أوجع وأنكى من التصريح وأبلغ في الأذى وظهوره عند كل سامع بمنزلة ظهور الصريح مثل قول من يشاتم غيره (أما أنا فلست بزان وليست أمي بزانية) (٤) . وهذا الاستدلال من ابن القيم مسطر لدى المالكية القائلين بوجوب الحد

(١) انظر: فتح الباري لابن حجر ٩/ ٤٤٣. (٢) انظر: المغنى لابن قدامة ١٠/ ٢١٣، وفتح القدير لابن الهمام ٥/ ١٠٠. (٣) انظر: أعلام الموقعين ٣/ ١٤١. (٤) انظر: أعلام الموقعين ٣/ ١٤١

1 / 218