220

Tārīkh al-adab al-Andalusī (ʿAṣr al-Ṭawāʾif waʾl-Murābiṭīn)

تاريخ الأدب الأندلسي (عصر الطوائف والمرابطين)

Publisher

دار الثقافة

Publisher Location

بيروت - لبنان

Genres

الجيميين من هذا القفل (١) .
وإذ قد بلغت هذا من الحد من تقرير العوامل الثلاثة - مجتمعة - في نشأة الموشح أراني أتقدم إلى تصحيح الأخطاء التي لا بست تلك النشأة، ومن تلك الأخطاء افتراض أن المسمطات كانت هي الأساس الذي انبثق عنه الموشح. نعم ربما كان للأشكال المشرقية المخترعة اثر ما في المقايسة ولكن التاريخ التقديري لنشأة الموشح سابق على شيوع التسميط، كما فهمه المشارقة؛ وإذا نحن درسنا المسمط في الأندلس وجدنا انه واكب عصر أزهار الموشح، واكثر منه المحافظون الذين لم يألفوا نظم الموشح ولا انجذبت طبائعهم الشعرية إليه من أمثال ابن زيدون وابن أبي الخصال. غير أن الخطأ الأكبر الذي أوحي به كل من ابن بسام وابن سناء الملك هو قول القائلين: أن بعض الموشحات نظم على اوزان غير عربية. فقد قال ابن بسام: " أكثرها على غير اعاريض أشعار العرب ". وقال ابن سناء الملك: " والموشحات تنقسم قسمين: الأول ما جاء على أوزان أشعار العرب والثاني ما لا وزن له فيها ولا إلمام له بها " (٢)، وقال أيضًا: " والقسم الثاني من الموشحات هو ما لا مدخل لشيء من أوزان العرب " (٣) . فقول ابن بسام أنها على غير اعاريض أشعار العرب معناه أنها على غير الاعاريض المألوفة، وهذا الذي يعنيه قوله قبل ذلك: أنها على الاعاريض المهملة. وقول ابن سناء الملك يعني أنها ليست جارية على الأوزان التي تنظم فيها صنوف الشعر، وهذا حق، فإن أوزان

(١) المصدر نفسه: ٣٧ - ٣٨
(٢) المصدر نفسه: ٣٣
(٣) المصدر نفسه:٣٥

1 / 226