306

Hikma Mutacaliya

الحكمة المتعالية في الأسفار العقلية الأربعة

Edition Number

الثالثة

Publication Year

1981 م

استعد لرمسه وعلم (1) من أين وفي أين والى أين والى ذينك الفنين رمزت الفلاسفة الإلهيون حيث قالوا تأسيا بالأنبياء ع الفلسفة هي التشبه بالإله كما وقع في الحديث النبوي ص تخلقوا باخلاق الله يعنى في الإحاطة بالمعلومات والتجرد عن الجسمانيات.

ثم لا يخفى شرف الحكمة من جهات عديده منها انها صارت سببا لوجود الأشياء على الوجه الأكمل بل سببا لنفس الوجود إذ ما لم يعرف الوجود على ما هو عليه لا يمكن ايجاده وايلاده والوجود خير محض ولا شرف الا في الخير الوجودي وهذا المعنى مرموز في قوله تعالى ومن يؤت الحكمة فقد اوتى خيرا كثيرا وبهذا الاعتبار سمى الله تعالى نفسه حكيما في مواضع شتى من كتابه المجيد الذي هو تنزيل من حكيم حميد ووصف أنبياء ه وأولياء ه بالحكمة وسماهم ربانيين حكماء بحقائق الهويات فقال وإذ اخذ الله ميثاق النبيين لما آتيتكم من كتاب وحكمه وقال خصوصا في شان لقمان ولقد آتينا لقمان الحكمة كل ذلك في سياق الاحسان ومعرض الامتنان ولا معنى للحكيم الا الموصوف بالحكمة المذكورة حدها التي لا يستطاع ردها ومن الظاهر المكشوف ان ليس في الوجود اشرف من ذات المعبود ورسله الهداة إلى أوضح سبله وكلا من هؤلاء وصفه تعالى بالحكمة فقد انجلى وجه شرفها ومجدها فيجب اذن انتهاج معالم غورها ونجدها فلنأت على اهداء تحف منها وايتاء طرف فيها ولنقبل على تمهيد أصولها وقوانينها وتلخيص حججها وبراهينها بقدر ما يتأتى لنا وجمع متفرقات شتى وارده علينا من المبدء الاعلى فان مفاتيح الفصل بيد الله يؤتيه من يشاء

Page 22