212

============================================================

قلة معرفة الانسان بعيوبه أكبر ذنوبه .

خطب أبويكر رحمه(1) الله فقال : اعلموا عباد الله أنكم تعدون(2) فى أجل قريب قد غيب عنكم علمه. فان استطعتم ألا ينقضى إلا وأنتم فى عمل لله فافعلوا، ولن تستطبعوا ذلك إلا بالله تعالى (3) ، فسابقوا فى مهل، فان أقواما جعلوا آجاطم لغيرهم ونسوا أنفسهم فاحذروا أن تكونوا أمثالهم .

وخطب أمير المؤمنين على (4) عليه السلام فقال(5) : أما بعد فان الدنيا قد أدبرت وآذنت بوداع ، وإن الآخرة قد أقبلت (6) وأشرفت باطلاع .

ألا وإن المضمار اليوم ، وغدا السباق(2) . ألا وإنكم فى أيام أمل من ورائه أجل، فمن قصتر فى أيام عمله (4) قبل حضور أجله فقد خسر عمله. ألا فاعملوا عباد الله(9) فى الرغبة كما تعملون فى الرهبة. ألا وإنى لم أر كالحنة نام طالبها ، ولا كالنارنام هاربها . ألاوإن من لم ينفعه الحق ضره الباطل (10) ، ومن لم يستقم به الهدى جار (11) به الضلال . ألا وإنكم قد أمرتم بالظعن ودللتم على الزاد ، وإن أخوف ما أخاف عليكم اتباع الهوى وطول الأمل : خطب الحجاج فقال: من أعياه داؤه (12) فعندى دواؤه ، ومن استعجل أجله فعلى أن أعجله . إن الحزم والحد قد استلبا منى [61ب) سوطى، وجعلا سوطى سينى، فنجاده فى عنق، وقائمه بيدى، وذبابه قلادة لمن اغتر بى(13) .

(1) ف، ط: رضى الله عنه (4) ط: تغدون (بالغين المعجمة) (3) تعالى : ناقصة فى ط، ف : (4) على : ناقصة فيف : (5) وردت هذه الخطبة فى نهج البلاغة ج 1 ص ،7 وما يليها (طبعة الحلبى القاهرة من دون تاريخ) 1) اقبلت : ناقصة فى نهج البلاغة* 1 (ص 71) (2) فيما يتلو اقتطاف من الخطبة، فراجعها باكملها فى نهج البلاغة ، ص 70- ص 73 (4) فى نهج البلاغة * : امله (4) عباد الله : ناقصة فى نهج البلاغة (10) قى * نبج البلاغة : من لا ينفعه الحق يضرره الباطل (11) في * النهج يجر به الضلال الى الردى (12) ط: فعلى.

(13) سوطى سيفى ،:، اغتر بى : وردت عذه الكلمات فى هعيون الاخبار، لابن قتيبة ج1 ص 245 س 12- س 014 - ونجاد السيف: حماثآله ، أو ما وقع على العاتق من حمائله ؛ وقائمه : مقبضه ؛ وذبابه: طرفه الذى يضرب به

Page 212