أتاك بسهم أو شباة سنان
وإذا كان ذلك كذلك، فكم ترانا نكرمك أنت الآتي لتعاوننا على المجرمين منا وتدلنا عليهم.
اعذرني إذا خاطبتك برفع الكلفة، فما لقبتك لأنني لا أعرف لقبك، وما كنيتك لأني لا أعرف الكبير من أنجالك المحروسين، حفظهم الله. الألقاب عندنا محفوظة للغرباء وأنت، كما قلنا، صرت منا وفينا، ومع ذلك فنحن نقدر الناس، فعلى قدر موهبتك سوف يكون تعظيمنا لك. أما أسلوب معيشتك أو الراجيم المحدد فسيكون كاملا غير منقوص. فالميزانية عندنا مرحرحة، ونحن كرماء وأنت تستاهل.
يقولون: إن الكلب ينبح على الفقراء فعسى أن لا تكون منهم، أي من الكلاب غير المثقفين، فتنبح على أكثرنا وخصوصا أبناء القرى مثلي لأننا جميعا فقراء مساكين، مربى الجبال لا مربى سكوتلاند. كان ينقصنا الخوف والآن قد وجدناه بتشريفك يا عزيزي. أما إذا تعودت أن تقيسنا بغير اللباس فيزول فزعنا، وإلا قاطعنا العاصمة وما أشبهها، وتركناك غارقا بين زبونات الماتينه والسواره وحفلات الكوكتيل.
إن الخطر الكبير هو علي يا عزيزي سيكي، ولكن سوف أتنكر فلا تهاجمني بريئا إذا رأيتني في الشارع. سوف آخذ ما يلزم من هذا الرفرف القائم فوق عيني، فأتقي شرك. الآن أظن أن القارئ قد أدرك سبب توجيه هذا الكتاب المفتوح إليك وأنت كلب ابن كلب.
وجهت إليك هذا المكتوب الناعم لأتقي شرك، وإني لواثق أن الثناء يغرك كما يغرني فتكف عني شرك. نحن يا أخا الكلاب بشر، والناس تؤثر بهم الكلمة أكثر من العضة، فبحياتك لا تكشر كثيرا عن أنيابك إلا حيث يلزم.
حاشية - بيني وبينك - يا سيكي، أنا لا أؤمن كثيرا بما يقال. لا أصدق حتى أجرب، فمن يكفل لي أنك لا تشهد بالزور ولو خطأ. وتأخذ أحيانا البريء بجريرة المجرم، ولكن لا خوف من ذلك، فالجنابة قد تصير جنحة، والجنحة قد تطمر ولا يستطيع نبشها أحد، لا أنت ولا جد جدك.
وعلى كل حال أرنا بتعك، وعند الامتحان يكرم المرء أو يهان. ولا تؤاخذني إذا ذكرت على مسامعك الامتحان وأنت صاحب شهادة، كما يقول مدربوك، فعندنا يمتحنون أصحاب الألقاب العلمية الكبرى. وختاما تفضل بقبول فائق احترامي وتقديري، ولو على غير معرفة، فشاعرنا يقول: والأذن تعشق قبل العين أحيانا.
وإلى اللقاء القريب عن غير طريق الجريمة، إن شاء الله وإذا شئت أن تتفضل بالجواب، وأظنك ستفعل، فهذا عنواني: عاليه مارون عبود، مع حفظ الألقاب.
ديك يصلي ليلة عيد الميلاد
Unknown page