30

Ḥazz al-ghalāṣim fī ifḥām al-mukhāṣim ʿinda jarayān al-naẓar fī aḥkām al-qadar

حز الغلاصم في إفحام المخاصم عند جريان النظر في أحكام القدر

Editor

عبد الله عمر البارودي

Publisher

مؤسسة الكتب الثقافية

Edition

الأولى

Publication Year

1405 AH

Publisher Location

بيروت

بِسم الله الرَّحْمَن الرَّحِيم
يَقُول الشَّيْخ الْفَقِيه الإِمَام الأوحد ضِيَاء الدّين أَبُو الْحسن شِيث بن إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد بن حيدرة غفر الله لَهُ وَعَفا عَنهُ ثمَّ أَنِّي لما عرضت مَا سنح بِهِ الخاطر فِي مسَائِل الْقدر وَخلق أَفعَال الْبشر على الْأَمِير الْأَجَل المكرم الْأمين نجم الدّين أعلا الله فِي الفردوس الْأَعْلَى دَرَجَته وأسبغ عَلَيْهِ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَة نعْمَته وَافق مَقْصُوده ومرغوبه وَأَشَارَ إِلَى أَن اتبعهُ بانتزاع الْآيَات الْكِتَابِيَّة الْوَارِدَة فِي هَذَا الْفَنّ على تَرْتِيب سور الْقُرْآن سُورَة سُورَة فلاح لي من علو همته وتوقد قريحته أَنه لَا يرضى بالاقتصار عَن الِاخْتِصَار دون التوغل فِي الغايات والتطلع إِلَى اقصى النهايات لغَرَض لَهُ لم أطلع عَلَيْهِ وَلم يَوْم إِلَيْهِ فسارعت إِلَى تلقي أمره بِالسَّمْعِ وَالطَّاعَة وبذلت فِي تَلْبِيَة دَعوته جهد الِاسْتِطَاعَة وابتدأت بِأم الْقُرْآن تيمنا بهَا لِأَنَّهَا الْمَقْصُود تلاوتها فِي كل فرض وَنفل وَفرع وأصل وَهِي بعد
فَاتِحَة الْكتاب
فَأَقُول وَمِنْه العون والتوفيق والإلهام والتسديد قَوْله تَعَالَى ﴿اهدنا الصِّرَاط الْمُسْتَقيم﴾ فَاعْلَم أَن وَجه الدَّلِيل على الْقَدَرِيَّة والمعتزلة والامامية من هَذِه الْآيَة أَن إِرَادَة الانسان كَافِيَة فِي صُدُور أَفعاله مِنْهُ كَانَت طَاعَة أَو مَعْصِيّة لِأَن الانسان عِنْدهم خَالق لأفعاله فَهُوَ غير مُحْتَاج فِي صدورها عَنهُ إِلَى ربه وَقد أكذبهم اللع تَعَالَى فِي هَذِه الْآيَة إِذْ سَأَلُوهُ الْهِدَايَة إِلَى الصِّرَاط الْمُسْتَقيم فَلَو كَانَ الْأَمر إِلَيْهِم وَالِاخْتِيَار بيدهم دون رَبهم لما سَأَلُوهُ الْهِدَايَة وَلَا كرروا السُّؤَال فِي كل صَلَاة وَكَذَلِكَ

1 / 47